دمشق - جورج الشامي
الكندي سكوت كيرنز مفتش الأسلحة الكيميائية والموظف في الأمم المتحدة، شاهد من نافذة فندقه الآمن هجوم الغوطة الكيميائي, هذا ما قاله في مقابلة أجرتها معه "سي بي سي" الأمريكية.
في ساعة مبكرة من 21 آب/ أغسطس، كان سكوت كيرنز على وشك النوم في غرفة الفندق بدمشق، عندما كان يحدق من النافذة ، ورأى على ما يبدو تجدد القتال إلى الشرق من المشهد، وقال معلقاً : "عندها لم أكن أعرف ما الذي حدث فالقصف يقع على أساس منتظم، لذلك هناك انفجارات مستمرة، ولكن عندما سمعت التقارير تمكنت من معرفة الحقيقة."
كيرنز وهو مفتش الأمم المتحدة للأسلحة الكيميائية في دمشق ، خلص في وقت لاحق الى أن ما شاهده من غرفته الآمنة بالفندق كان أسوأ هجوم بالأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في ربع قرن.
يقر كارينز أن توقيت الهجوم كان غريباً، حيث وقع بينما كان فريق عمليات تفتيش الأمم المتحدة على أرض الواقع للنظر في ثلاثة ادعاءات مسبقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في البلد. وفي كل حالة من الحالات كلا الطرفين النظام السوري والمعارضة المسلحة، يلقون باللوم على بعضهما البعض، ثم جاء المثال الأكثر بشاعة في غوطة دمشق. ورغم نفيه المسؤولية عن هجوم الغوطة فإن النظام السوري قد وافق على قرار مجلس الأمن والذي نص على تدمير ترسانته الكيماوية بحلول منتصف العام المقبل!!.
تبدو مهمة تفقد منطقة الغوطة بعد الهجوم تحدياً غير متوقع ٍ، ولكنها تتضاءل بجانب مهمة تخليص سوريا من مخزونها الهائل من الاسلحة الكيميائية. ويقدر أن سوريا لديها ألف طن من المواد الكيماوية، بما في ذلك "في إكس" والسارين وغاز الخردل.
منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وهي المجموعة الصغيرة التي توظف كيرنز ويقع مقرها الرئيسي في "لاهاي - هولندا" تقود المهمة. سوف يكون كيرنز مسؤولاً عن الفرق الميدانية بزيارة مواقع التحقق والذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير المواد الكيميائية، ويشارك كنديان آخران في هذه المرحلة وربما ينضم المزيد في وقت لاحق.
تخليص سورية من جميع الأسلحة الكيماوية "صعب جداً ومن أجل القيام بذلك في بيئة مناسبة أو في بلد ينعم بالسلام، هو أمر طموح للغاية ولكن أن نفعل ذلك في غضون أشهر أو في سنة وببلد يشهد حرب شاملة هو أمر غير واقعي، كما تأمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من الدول المانحة المساعدة في دفع تكاليف هذه المهمة".
ويقول مسؤولون أن وقف الإنتاج هو أولوية ويمكن أن يتم ببساطة عن طريق تدمير ماكينات الانتاج أو ملء القذائف الفارغة بالإسمنت. ويضيف كارينز أن الكنديين هم الخيار الطبيعي في مثل هذه الظروف: "لقد كان لدينا سمعة طيبة في العالم لفترة طويلة بمشاركتنا في قوات حفظ السلام، ونحن ليس لدينا أي نوع من الأجندات عندما نقوم بهذه المهام، لذا أعتقد أن مستوى الثقة والارتياح سيكون عالياً جداً عندما يعمل الكنديون".
أرسل تعليقك