بيروت ـ جورج شاهين
كشف السفير اللبناني في ماليزيا، أن الاتصالات التي أجراها على أعلى المستويات انتهت إلى حصوله على موافقة السلطات الإندونيسية على لقاء المحتجزين اللبنانيين الثلاثة، الناجين من عبارة الموت.
وأكد موفد "التجمع الشعبي العكاري" في لبنان إلى إندونيسيا أحمد حمزة، أن المركب الذي غرق كان يقلّ 120 شخصًا من جنسيات مختلفة، من بينهم 68 لبنانيًا، وأن 18 شخصًا نجوا، من بينهم حتى اللحظة ثلاثة لبنانيين، وتم انتشال 55 جثة، والتعرف على معظمها، بينما بقي 28 شخصًا في عداد المفقودين، حيث لا تزال أعمال البحث جارية للكشف عن مصيرهم، فما تحتجز السلطات الإندونيسية 18 شخصًا من الناجين، ومن بينهم اللبنانيين الثلاثة.
وقد كشفت كارثة عبّارة "الموت"، عن النشاط المطرد لشبكات التهريب عبر الحدود التي تسرح وتمرح في لبنان، وشماله خصوصًا، من دون حسيب أو رقيب، وتستغل حاجة الناس ويأسهم من الوضع القائم لدفعهم إلى هجرة غير شرعية، محفوفة بالمخاطر مقابل مبالغ مالية كبيرة، ولم تكن "رحلة الموت" الأولى من نوعها، بل هي الخامسة التي تبحر من إندونيسيا، حيث تم تهريب مئات اللبنانيين إلى أستراليا، وقبل ذلك عبر تيمور الشرقية، وأن عددًا كبيرًا من اللبنانيين لا يزالوا في إندونيسيا ينتظرون دورهم للابحار باتجاه جزيرة كريسماس، لكن ذلك بات متعذرًا اليوم، إضافة إلى أكثر من 70 لبنانيًا ينتظرون في ماليزيا وقد نفدت الأموال منهم، ولم يعد بإمكانهم الانتقال إلى إندونيسيا ومنها إلى أستراليا، ولم يعد بمقدورهم العودة إلى لبنان، فضلاً عن مئات اللبنانيين ممن دفعوا مبالغ مالية إلى الشبكات عبر وسطاء، وكانوا ينتظرون أن يتم تحديد موعد لسفرهم.
وأفادت المعلومات، أن هناك وسطاء يعملون في عكار لحساب شبكات التهريب، بعضهم من بلدة قبعيت، وهم "ح.ع" الذي أوقفته القوى الأمنية، بعدما دهمت منزله السبت، إضافة إلى كل من "ع.ط"، و"ع.ح"، و"أ.د"، وأن هؤلاء كانوا يقومون بتسهيل التواصل بين الراغبين في الهجرة وشبكات التهريب، لقاء عمولات يحصلون عليها، وأن بعض هؤلاء كان يرافق المهاجرين إلى إندونيسيا وماليزيا، ويقوم بتسليمهم إلى مسؤولي تلك الشبكات هناك.
وعلم "العرب اليوم" أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قد أعطى توجيهاته إلى الهيئة العليا للإغاثة، لصرف اعتمادات مالية لإعادة الناجين والجثث إلى لبنان، وكلف القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في إندونيسيا جوانا القزي، بإعداد جوازات مرور موقتة لهم، وتم تسفير ثلاثة أشخاص من بلدة قبعيت إلى إندونيسيا للمشاركة في التعرف على الجثث والمساعدة في إعادتهم، وكذلك تم الاتصال بشركة "طيران الإمارات" لحجز تذاكر سفر لهم، والبحث في كيفية نقل جثث الضحايا إلى ذويهم.
أرسل تعليقك