بغداد – نجلاء الطائي
اتهمت قائممقامية قضاء الطوز في محافظة صلاح الدين، الأحد، تركيا بـ "الوقوف وراء رفع العلم التركماني بالقضاء، لإشعال فتنة طائفية بين المكونات"، معتبرة أن "هذه الخطوة تولد نوعًا من الاستفزاز للقوميات الأخرى".
وقال قائممقام القضاء شلال عبدول، في تصريح لـ "العرب اليوم": إن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، سلم العلم الذي رفع وسط قضاء الطوز إلى وفد من تركمان القضاء، زار تركيا أخيرًا، لغرض رفعه في القضاء، مبينًا أن "الهدف من ذلك هو خلط الأوراق وإشعال فتنة طائفية بين المكونات".
وأضاف عبدول أن "بعض الجهات السياسية تحاول خلق مشاكل في الطوز، من خلال رفع هذا العلم"، معتبرًا أن "هذه الخطوة تولد نوعًا من الاستفزاز للقوميات الأخرى".
وأكد عبدول أن "القضاء لم يشهد حدوث أية أزمة منذ أعوام، بسبب رفع الأعلام على مباني تابعة للأحزاب"، لافتًا إلى أن "مجلس القضاء، الذي يتكون من 21 مقعدًا مقسمًا، بواقع 7 لكل مكون، وهم التركمان والكرد والعرب، صوت بالإجماع على رفع هذا العلم وبقية الأعلام الأخرى".
وكان المجلس المحلي لقضاء الطوز صوت، السبت، على إنزال كافة أعلام القوميات التي رفعتها الأحزاب والكتل السياسية، بعد الجدل الذي أحدثه رفع التركمان لعلم قوميتهم في مكان اعتصامهم، الأمر الذي أثار حفيظة القومية الكردية، ليقوموا برفع أعلام للكرد في المنطقة ذاتها ومناطق أخرى في الطوز، فيما أعربت الجبهة التركمانية عن "استغرابها من اتفاق المجلس على إنزال العلم التركماني وتوقعت حدوث لفتنة".
ويذكر أن قضاء الطوز (60 كم شرقي تكريت) يعد من المناطق المختلطة، وتشكل القوميتان التركمانية والكردية غالبية سكانه، وتشير المصادر التاريخية إلى أن الطوز مدينة تركمانية بحتة، أما الكرد فيرجع تاريخ نزوحهم إلى القضاء إلى ما بعد العام 1959، حين قامت الحكومة العراقية بعد إعلان الجمهورية وقتذاك بتوزيع أراض سكنية لهم في شمالي القضاء، وتزايد عدد الكرد بعد أن نزح جزء كبير منهم إلى الطوز في أعقاب عمليات الأنفال وهدم القرى الكردية في ناحية قادر كرم، فاستقروا في القضاء بشكل دائم ولم يعودوا إلى مقر سكناهم الأصلي حتى بعد سقوط النظام السابق.
أرسل تعليقك