جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري

الصحة المغربية
الرباط - شينخوا

 أطلقت وزارة الصحة المغربية حوارا وطنيا حول الإجهاض بعد تنامي القلق من ارتفاع حالات الإجهاض السري، حيث قدرت تقارير حقوقية أنه يتم تسجيل ما بين 600 و 1000 حالة إجهاض سري يوميا في المغرب.

ودعا وزير الصحة المغربي حسين الوردي إلى تعديل القانون الجنائي (قانون العقوبات) الذي يعاقب الطبيب الذي يساعد على الإجهاض بعقوبات قد تصل إلى 30 سنة، واصفا هذا القانون بكونه مجحف وقاسي ومتجاوز.

ولا يسمح القانون الجنائي المغربي بالإجهاض، إلا إذا استوجبته المحافظة على حياة أو صحة الأم، وهو ما اعتبره وزير الصحة صعب التأويل، باعتبار أن منظمة الصحة العالمية تعرف الصحة بحالة رفاه كامل بدني وعقلي واجتماعي.

وأضاف "يمكنني القول إن هذا القانون أصبح اليوم متجاوزا ولا يستجيب للتحديات الحالية الخاصة بالحفاظ على الأم في المغرب، وتمتعها بجميع حقوقها الإنجابية".

وحذرت الحقوقية خديجة الرياضي في اتصال مع وكالة أنباء ((شينخوا)) من مخاطر ظاهرة الإجهاض السري على الفتيات، موضحة أن فرض قيود طبية صارمة عليه جعل شبكات سرية تنشط في هذا المجال وتعرض حياة الفتيات للخطر.

وانتقدت حصر النقاش حول ظاهرة الإجهاض السري على المقاربة الأخلاقية والقانونية، ودعت بالمقابل للتفكير في مدى تقبل المجتمع لهذه الظاهرة وكذا التفكير في مسبباتها.

وعلى الرغم من دفاعه عن تغيير فصول القانون الجنائي المتعلقة بالإجهاض، مستندا إلى نص دستور 2011 على عدد من الحقوق، وعلى رأسها الحق في الحياة، ووصفه القانون الجنائي بكونه قانونا متشددا ومجحفا، إلا أن الوزير المغربي أكد بالمقابل أن تعديل القانون الجنائي، يجب أن يتمّ بناء على احترام قيم المغاربة الاجتماعية والثقافية والأخلاقية.

أما الداعية الإسلامي المغربي مصطفى بنحمزة رفض بشكل قاطع تقنين الإجهاض على اعتبار أن ذلك قد يؤدي إلى تزايده بشكل غير مقبول في المملكة.

ودعا إلى مزيد من التفكير والنقاش حول هذا الموضوع بين رجال الدين وعلماء الطب، مشددا على أن الأصل هو احترام الحق في الحياة طبقا لتعاليم الإسلام.

غير أن وزير الصحة المغربي أكد أن تقنين الإجهاض "ستكون له آثار إيجابية على البلاد، لخصها في خفض نسبة وفيات الأمهات الناجمة عن الإجهاض السري غير المأمون، وتمكين الأطباء من العمل في إطار قانوني وفي ظروف تحترم السلامة الصحية، ودافع عن ذلك بالقول إن العمل في شفافية سيعطي المغرب مصداقية أكثر أمام دول العالم فيما يخص الحقوق والصحة الإنجابية.

وشدد على أن تقنين الإجهاض سيساهم في خفض الكلفة المادية سواء بالنسبة للنساء، باعتبار أن عمليات الإجهاض السري أكثر تكلفة، أو بالنسبة للدولة، فيما يخص تكلفة التكفل بالمضاعفات الناجمة عن الإجهاض السري.

وبالنسبة للقيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم سعيد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي السابق، فدعا إلى توسيع الحالات التي يجب إباحة الإجهاض قانونيا فيها لتشمل حالة المرض العقلي الشديد لدى المرأة.

كما دعا للسماح بالإجهاض قانونيا خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل إذا ترتب عن اغتصاب أو عن زنا المحارم أو خلال ال120 يوما الأولى من الحمل بناء على طلب الوالدين إذا ثبت بواسطة البحوث الطبية والوسائل المختبرية أن الجنين به تشوهات أو أمراض جينية، مع التدقيق في تعريف معنى التشوهات والأمراض الجينية.

ورغم هذا الجدل الكبير فإن متتبعين لهذا الشأن يسجلون للحكومة الإسلامية أنها فتحت نقاشا مجتمعيا حول هذا الموضوع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري



GMT 18:08 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

نسبة الملقّحين من سكان باجة التونسية بلغت 70% في

GMT 17:02 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط 21 نتيجة تحاليل مخبرية مزوّرة في رأس جدير

GMT 11:16 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

قريبا الإعتراف بجواز التلقيح التونسي في أوروبا

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 04:01 2015 الأربعاء ,15 تموز / يوليو

هجر السعودي يتعاقد مع مهاجم النهضة لمدة موسمين

GMT 03:24 2013 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

تصوير "العراف" مستمر في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia