الحساسية الكاذبة تسببها المواد الحافظة ومحسنات الطعام
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الحساسية الكاذبة: تسببها المواد الحافظة ومحسنات الطعام

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الحساسية الكاذبة: تسببها المواد الحافظة ومحسنات الطعام

برلين ـ د.ب.أ
تظهر لدى بعض الأشخاص استجابات تحسسية، كالإصابة بحكة في الجلد بعد تناول أطعمة معينة، ولكن عندما يخضع بعضهم للفحص لا يمكن الاستدلال على الإصابة بحساسية حقيقية تجاه طعام معين، ويُطلق على هذه الأعراض الحساسية الكاذبة. لا داع للمبالغة في الحذّر من المواد الصناعية الموجودة في الأطعمة وعادة ما يواجه الأطباء صعوبة في تحديد نوعية المواد المتسببة fهذه الأعراض بشكل دقيق لكثرتها وتنوعها. وقال البروفيسور الألماني ريتشارد ريدش، إن المتاعب الناتجة عن الحساسية الكاذبة تتشابه تماماً مع أعراض الحساسية الحقيقية، إلا أنها ترجع لأسباب مختلفة، يأتي على رأسها المواد الصبغية والمواد الحافظة ومُحسّنات الطعم الموجودة داخل الكثير من الأطعمة.  وأردف ريدش، عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الباطنة، أن الحساسية الكاذبة لا تعني أن المريض يتوهم الإصابة بالأعراض، إذ عادة ما يصاب المريض بالفعل بمتاعب حقيقية، ويعاني منها على نحو شديد كالإصابة بحكة في الجلد ورشح بالأنف مع تورم الحلق، ولكن بخلاف الحساسية الحقيقية، لا يرجع السبب هنا إلى جهاز المناعة، ونظراً لهذا التشابه الكبير بين متاعب الحساسية الكاذبة والحساسية الحقيقية، لذا غالباً ما يصعب تشخيصها في البداية. بدوره، أوضح عضو الجمعية الألمانية لطب الحساسية وعلم المناعة السريرية يورغ كلاينه تيبه، أن معدل الإصابة بهذه النوعية من الحساسية ضئيل للغاية بالنسبة للنوعيات الحقيقية، إذ أثبتت الدراسات أن واحداً من كل مائة شخص يعانون هذه الحساسية. وأردف تيبه "عندما يأتي مريض يُعاني من الأعراض المميزة للحساسية إلى العيادة، يقوم الطبيب في البداية بإجراء اختبار حساسية له، وبذلك يمكن التوصل لمسببات الحساسية لدى أغلب المرضى، ولكن إذا لم يتم الاستدلال من هذا الاختبار على مسببات الحساسية، فعادة ما يبدأ الطبيب في التفكير عن السبب الخفي وراء هذه الأعراض". إلا أن الطبيب الألماني ريدش، أكد أن إثبات الاشتباه في الإصابة بالحساسية الكاذبة ليس سهلاً على الإطلاق، ولا يوجد تحليل دم أو اختبار جلدي يمكن من خلاله التحقق من الإصابة بالحساسية الكاذبة. وأشار ريدش إلى أن الأطباء يتبعون في مثل هذه الحالات طرق متعددة وشاملة للتشخيص، موضحاً: "في البداية يستعلم الطبيب من المريض بشكل مفصل عمّا قام بتناوله قبل ظهور هذه الأعراض والاستماع له على نحو دقيق، وبعد ذلك يبدأ الطبيب في محاولة تحديد نوعية المادة التي تسببت للمريض في الإصابة بمثل هذه الاستجابات التحسسية الكاذبة". في الخطوة التالية، أوضحت خبيرة التغذية والحمية الغذائية كريستينا بير فولتسر من الجامعة الألمانية للعلوم التطبيقية بمدينة هامبورغ، أن الطبيب يلزم المريض بإتباع ما يُسمى بالحمية الإقصائية، أي تجنب تناول جميع المواد المشتبه في أنها تتسبب بالإصابة بالحساسية الكاذبة على مدار بضعة أسابيع، وفي هذا الوقت يتم حذف الكثير من أنواع الفواكه والأطعمة الجاهزة والحلوى من النظام الغذائي. وإذا تحسنت حالة المريض بشكل واضح بعد إتباع هذا النظام الإقصائي، يكون الطبيب على الطريق السليم في عملية التشخيص، وأضافت فولتسرأنه لابد أن يكتشف الطبيب في الخطوة التالية المادة التي تتسبب تحديداً في إصابة المريض بالاستجابات التحسسية الكاذبة. ولتحقيق ذلك، أوضحت فولتسر، أنه يبدأ الطبيب بعد انتهاء المدة المحددة للنظام الغذائي الإقصائي بإمداد المريض بأطعمة تحتوي على بعض المواد المشتبه فيها بشكل تدريجي أو بإعطاء المريض في العيادة هذه المواد كل على حدة في صورة أقراص دوائية. إلا أن اختصاصي الطب الباطني ريدش، أشار إلى أن عملية البحث هذه تستلزم قدراً كبيراً من الجهد وتستغرق فترة طويلة، لأن المسببات المحتملة للإصابة بالحساسية الكاذبة كثيرة للغاية، موضحاً: "يندرج كل من المواد الحافظة كحمض السوربيك وحمض البنزويك وثاني أكسيد الكبريت، وكذلك المُنكّهات الموجودة في عصير الليمون أو حشوات المكرونة أو الأطعمة الجاهزة، وأيضاً المواد الصبغية الصناعية ضمن هذه المسببات". وصحيح أن الكثير من هذه المواد يتم ذكره على عبوة الغلاف، ومن ثم يمكن تجنبه بسهولة، إلا أن بعض المنكهات المسببة للحساسية الكاذبة هذه توجد أيضاً في بعض الأطعمة الطبيعية كالفواكه مثلاً، ونظراً لتعدد المسببات على هذا النحو، لذا يجد ريدش أن عملية التشخيص تكون مجهدة للغاية. وتلتقط خبيرة التغذية الألمانية فولتسر طرف الحديث من جديد وتقول: "يهدف الطبيب في كل الحالات إلى تحديد مسببات الحساسية الكاذبة"، لأنه إذا تم استيضاح مسببات المشكلة على نحو دقيق، يمكن للمريض من خلال إتباع نظام حمية غذائي محدد، تعلم كيفية تحديد الأطعمة التي يجوز له تناولها دون التعرض لمخاطر، حتى مع إصابته بالحساسية الكاذبة هذه. وأردفت فولتسر "وفي النهاية سيتعلم المريض كيفية تناول الطعام بشكل طبيعي من جديد إلى حد كبير". وعلى الرغم من ذلك، أكد اختصاصي الحساسية الألماني تيبه من أنه لا داع للمبالغة في الحذّر من المواد الصناعية الموجودة في الأطعمة، إذ لا يوجد سوى أعداد قليلة للغاية من المرضى الذين يعانون من عدم تحمل هذه المواد الحديثة. لذا لا داع للقلق على الإطلاق من تناول الأطعمة المحتوية على مثل هذه المواد بالنسبة لمَن لا يعانون من حساسية أو عدم قدرة على تحمل هذه المواد.  
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحساسية الكاذبة تسببها المواد الحافظة ومحسنات الطعام الحساسية الكاذبة تسببها المواد الحافظة ومحسنات الطعام



GMT 18:08 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

نسبة الملقّحين من سكان باجة التونسية بلغت 70% في

GMT 17:02 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط 21 نتيجة تحاليل مخبرية مزوّرة في رأس جدير

GMT 11:16 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

قريبا الإعتراف بجواز التلقيح التونسي في أوروبا

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 17:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 10:55 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

الإصابة تحرم منتخب سورية من نجم الأهلي

GMT 03:18 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوروبا تعود إلى السودان من باب النفط والذهب!

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia