الجذام مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"الجذام" مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "الجذام" مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ

دكار ـ أ.ف.ب
يبدأ الجذام (البرص) ببقعة على الجلد عادية وغير مؤلمة وهو مرض معد يسهل محاربته  لكنه يستمر في الحاق الاعاقات والتسبب في نبذ ملايين الاشخاص في العالم على ما تفيد جمعيات مختلفة. يجلس مودو غايي (32 عاما) على سريره في مركز فرسان مالكا الاستشفائي (شوم) في داكار، رجله اليسرى ممدة على طول السرير امام اليمنى فقد بترت عند مستوى الركبة. ويروي هذا البائع المتجول من وسط البلاد بلغة الوولوف "لم اكن اعرف هذا المرض بتاتا". وهو كان يعاني من جروح متكررة من دون ان يتمكن من تفسيرها فزار الكثير من الاطباء التقليديين الذين وصفوا له الاعشاب والمراهم المختلفة من دون ان تعطي اي نتيجة. تنتقل عدواه خصوصا بسبب الاختلاط: وعندما تم تشخيص اصابته بالجذام ادخل رب العائلة الشاب هذا الى مركز "شوم" المتطور في معالجة هذا المرض. لكن الاوان كان قد فات لانقاذ رجله اليمنى التي اصيبت حتى العظم. الجذام الذي تنتقل عدواه خصوصا بسبب الاختلاط وقلة النظافة "يطال افقر الناس" على ما يقول الطبيب شارل كينكبيه كبير اطباء مركز "شوم" حيث العلاج مجاني لكل مواطن. لكن جراح العظم هذا يقول بأسف "ينتظرون حتى اللحظة الاخيرة لاستشارة طبيب". ويمكن معالجة هذا المرض قبل ان يتسبب بعواقب خطرة. فمنذ الثمانينات ثمة علاج مؤلف من ثلاثة مضادات حيوية توفره منظمة الصحة العالمية مجانا، يشفي في غضون اشهر قليلة المريض نهائيا من البرص. الا ان المصابين بمرض الجذام غالبا ما لا يرصدون المؤشرات التي تتفاقم بطريقة غدارة. فيتلف المرض الاعصاب ويؤدي الى فقدان الشعور بالالم. ويقول الطبيب كينكبيه "يحرقون انفسهم من خلال الامساك بمقلاة حامية او يجرحون اقدامهم بسيرهم على شظايا زجاج ولا يتنبهون لذلك". وتصاب الجروح بالتهابات كبيرة ما يؤدي الى عمليات بتر. وينبذ المصابون عادة من المجتمع. ويقول ماس دييمغ وهو مدرس في الثالثة والثلاثين يعالج منذ سنتين "المصاب بالجذام يعزل وينبذ ولا يلمس. ويقال عنه انه ملعون". اما النساء اللواتي يعانين من المرض فغالبا ما يخفين انهن مصابات خشية من ان يطلقهن ازواجهن. ومن اجل ازالة هذه الافكار المسبقة تضاعف الجمعيات  جهود التوعية وتشدد على ان الجذام ليس مرضا وراثيا وليس مؤشرا الى لعنة الهية وهو ليس معديا كثيرا. تحقق تقدم كبير على صعيد مرض الجذام: ويقوم مريض سابق بمساعدة المصابين على المشي مجددا. فقد عولج مصطفى سيك (60 عاما) من المرض وشفى منه نهائيا في العام 1976. وهو بقي في مركز "شوم" حيث يصنع احذية طبية موجهة الى المصابين بتشوهات. ويقول سيك "ينتعلون هذه الاحذية ويمشون بها اولا قبل ان يبدأوا بالرقص فرحا". وفي السنغال تسجل 200 الى 300 اصابة جديدة بالجذام سنويا الا ان الاطباء يعتبرون ان جزءا صغيرا من الاصابات يشخص. وحذر الطبيب شارل باديان من مركز "شوم" ، "ان لم يتخذ اي تحرك يمكن توقع زيادة انتشار هذا المرض". وقد تحقق تقدم كبير على صعيد مرض الجذام لكنه لا يزال منتشرا في اكثر من مئة بلد من افريقيا واميركا واسيا والمحيط الهادئ. وقد سجلت في العام 2012 اكثر من 200 الف حالة. لكن بعض الجهود المنظمة يمكن ان تؤدي الى القضاء نهائيا على هذا المرض، على ما تشدد الجمعيات الناشطة في هذا المجال.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجذام مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ الجذام مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ



GMT 18:08 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

نسبة الملقّحين من سكان باجة التونسية بلغت 70% في

GMT 17:02 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط 21 نتيجة تحاليل مخبرية مزوّرة في رأس جدير

GMT 11:16 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

قريبا الإعتراف بجواز التلقيح التونسي في أوروبا

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 03:58 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

أهم الفوائد الصحية للزعتر أو الأوريجانو

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:32 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

تعرف علي أطول الشلالات في العالم

GMT 17:47 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

عامل في مغسلة يحطم سيارة فيديريكو ماركيتي الـ"فيراري"

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia