علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين

سمرخل ـ أ ف ب
لم يفعل الشاب الافغاني دين محمد شيئا سوى انه دخل في مشادة مع والده، فوجد نفسه في محبس يفترض انه مخصص لعلاج الاضطرابات العصبية بأسلوب غريب، ومنذ ذلك الحين وهو مقيد في غرفته يتأمل قبور المرضى المنسيين من عائلاتهم.. على بعد بضعة كيلومترات من مدينة جلال آباد، عاصمة ولاية نانغرهار المضطربة الواقعة بمحاذاة سلسلة جبال هندوكش، الامتداد الغربي لجبال الهملايا، يقوم هذا المركز الصحي المسمى "ميا علي بابا"، وهو يعتمد اسلوبا غير تقليدي في العلاج من شأنه أن يفقد أطباء النفس صوابهم. أمضى دين محمد اياما طويلة جالسا على غطاء قذر ملقى على الارض، في حجرة مساحتها اربعة امتار مربعة، وسقفها منخفض وجدرانها متداعية، ويداه ورجلاه في الاصفاد. ويقول "دخلت في مشادة مع والدي، واخذت منه مالا لاشتري دراجة نارية..فوجدت نفسي هنا". ويضم هذا المركز عشرين زنزانة كالتي يقبع فيها دين محمد، وهي تشرف على مقبرة وضريح يرقد فيه مؤسس هذا المركز، ميا علي صاحب، وهو شخص امض عاش في القرن السابع عشر، كان معالجا ومحاربا على حد سواء، بحسب ما يحكى عنه. ويقول مدير المركز ويدعى مالك "الناس يأتون الى هنا منذ 360 عاما، قاصدين العلاج". وهذا المركز، كما يقول القيمون عليه، متخصص في علاج الامراض العقلية والمس الشيطاني ومشكلات الانجاب، وآلام الرأس المزمنة أيضا. ويشترط المركز على الراغبين في العلاج فيه ان يوافقوا على ما يقدم لهم من علاجات، وهي لم تتغير منذ اربعة قرون. ويقول مالك "يقيد المرضى بالاصفاد لمدة اربعين يوما، ويخضعون لنظام غذائي، خبز وفلفل أسود وماء". وبعد هذا العلاج، يسقى المرضى مياها طبخ فيها رأس ماعز. يقول عبد الله، وهو شاب ثلاثيني أدخلته عائلته رغما عنه الى المركز "لم أكن اريد ان آتي الى هنا، لكن شقيقي أجبرني على ذلك". وتعبق حجرته برائحة العرق والبول، وتتناثر فيها القمامة. يؤكد مالك أن مركزه عالج "الاف" الاشخاص، وهو رقم يصعب التأكد من صحته، كما ان طرق العلاج المتعبة تثير القلق لدى المتخصصين. يقول الطبيب المفسي تيمو شاه مصمم، وهو مدير مشفى للامراض النفسية في العاصمة كابول "اذا تركت أي انسان، مهما كان عدوانيا، دون طعام لمدة طويلة، فلا شك أنه سيهدأ بعد اربعين يوما". ويضيف "لا اظن ان هذا العلاج يرتكز الى أي أساس علمي". ومن ناحية اخرى، ترى هيثر بار المسؤولة عن منظمة هيومان رايتس ووتش في افغانستان ان هذه الطرق في العلاج تطرح اسئلة حول احترام حقوق الانسان الاساسية. وتقول "ينبغي ان تقفل هذه المؤسسة، ان ممارساتها تتناقض مع حقوق الانسان". لكن رفيع الله بيدار، عضو اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في افغانستان يدعو الى بعض الاعتدال في مقاربة الامر. ويقول هذا الطبيب الذي زار المركز مرارا "صحيح ان بعض المرضى يعيشون في ظروف سيئة، لكن عائلاتهم غير قادرة على تحمل نفقات علاجهم، وتلجأ الى هذا المكان كآخر الدواء". حاول عبد الله مرارا ان يهرب من محبسه..لكن شفيق الله، الحارس العملاق، كان له ولغيره بالمرصاد. ويقول عبد الله "احيانا لا تأتي العائلات لأخذ ابنائها بعد انقضاء مدة العلاج، فيبقون هنا ستة اشهر او ثمانية قبل ان يموتوا..". ويشير الى المقابر المقابلة لحجرته قائلا "يدفنونهم هناك".
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين



GMT 18:08 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

نسبة الملقّحين من سكان باجة التونسية بلغت 70% في

GMT 17:02 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط 21 نتيجة تحاليل مخبرية مزوّرة في رأس جدير

GMT 11:16 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

قريبا الإعتراف بجواز التلقيح التونسي في أوروبا

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 03:58 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

أهم الفوائد الصحية للزعتر أو الأوريجانو

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:32 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

تعرف علي أطول الشلالات في العالم

GMT 17:47 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

عامل في مغسلة يحطم سيارة فيديريكو ماركيتي الـ"فيراري"

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia