الودِع ظاهرة سودانية قديمة تعمل على التنجيم وقراءة الكف
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

يعتقد فيها كثيرون من أصحاب الحظ القليل في التعليم

"الودِع" ظاهرة سودانية قديمة تعمل على "التنجيم" وقراءة "الكف"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "الودِع" ظاهرة سودانية قديمة تعمل على "التنجيم" وقراءة "الكف"

الودِع
الخرطوم ـ محمد إبراهيم

ظاهرة "الودِع"- بكسر "الدال"- من المظاهر الاجتماعية المُتمددة في المجتمع السوداني خاصة في الأرياف القصية، ويعتقد فيها الكثير من الناس ويعولون عليها في معرفة مصائرهم وما تخبئه لهم الأيام، وهي لا تعدو سوي أن تكون ضرب من ضروب التنجيم وقراءة الكف، وقد اشتهرت نساء عدة بممارسة "الودِع" ولديهن زبائن كثر من النساء والرجال، وهذه الممارسة لم تقتصر على النساء فقد بل حتى الرجال بات بعضهم يمارسها بإيهام الناس بأن لديهم القدرة على قراءة الطالع ومعرفة المستقبل المجهول.

ويري الباحث الاجتماعي النزير إبراهيم في حديثة لـ"العرب اليوم" أن ظاهرة الودِع من المظاهر الاجتماعية القديمة في السودان وتمارس في أغلب البيوت في جلسات القهوة المحصورة من جميع الأسرة وغالبًا من تكون "الوداعية" الجدة أو الأم وأحيانًا يتم عمل دعوة "وداعية" مشهورة من الحي لقراءة الطالع لأفراد الأسرة الحاضرين لجلسة "الودِع" فإن عيون "الودِع" تقرأ حظوظ الحاضرين أكثر من الغائبين، وأوضح أن الودِع هو في حذ ذاته نوع من "المحار" يستخرج من البحر ويؤخذ منه سبعة قطع متفاوته الأحجام، وأشار إلى أن كثير من الناس يعتقدون في طالعها خاصة النساء فيما يعتبرها البعض مجرد جلسات للونسة، وقال إن من يؤمنون بحظوظها الذين لديهم حظ قليل من التعليم ولكن هذا لا ينفي أن عدد من المتعلمين وحتي خريجي الجامعات يمارسون هذه العادة إذا كانت من باب المُعتقد أو حتى من باب الترفيه.

وقالت طالبة جامعية تدرس في إحدى الكليات المرموقة "ن.ع.م" إنها لاحظت تغيرًا في المعاملة من قبل خطيبها دون أسباب واضحة وأنه أصبح كثير الاعتذار والمماطلة في عمل خطوات إيجابية لإتمام الزواج مما جعلها تلجأ إلى ستات الودِع بعد إلحاح صديقتها على الخطوة، وقالت لـ"العرب اليوم" إنها لاتؤمن بصورة كبيرة بـ"الودِع" ولكنها من باب التجربة أقدمت على هذه الخطوة، واوضحت أنها دفعت مبلغًا من المال لـ "الوداعية" يسمي بـ "البياض" لقراءة طالعها، وقالت إن "ست الودِع" فاجأتها أن خطيبها له علاقة عاطفية مع أخرى وقامت بوصفها لها وصفًا تامًا وأنه يلتقي بها في مكان معين له.

ولإلقاء الضوء أكثر حول هذا الموضوع استجوبت "العرب اليوم" "ست الودِع" الحاجة نفيسة المحبوب بعد محاولات عديدة وبررت الخطوه بأنها لاتُريد أن تغضب "الخدام" بحسب زعمها وأوضحت أنهم "خدام من الجن" وأوضحت لنا أن نعاودها بعد يومين وستتحدث لنا حال أخذت الإذن.

وعند عودتنا قالت الحاجة نفيسه إنها ستتكلم بشكل محدود بحسب الأوامر التي تلقتها من "خدامها" وأوضحت لنا أن "الودِع" علم وفن ولديه مقدرات فائقة على تحديد المآلات واستكشاف الصعوبات وأيضًا اختيار أنجع الطرق للوصول إلى الغايات وكشفت الحاجة نفيسة أن أشهر زبائنها تنفيذيون ودستوريون ووزراء من الوزن الثقيل وضباط برتب رفيعة إضافة إلى مجموعة من الأطباء والمهندسين وأبانت أن أكثر المواسم إقبالًا عليها أيام كشف التنقلات والتعديلات الوزارية والاعفاءات وقد اعتذرت في المواصلة في الحديث بسبب ورود إشارات خاصة بها قبل أن تغلق الخط.

من جانب آخر اعتبر الدكتور علي بلدو استشاري الأمراض النفسية والعصبية أن هذه الممارسات ما هي إلا خزعبلات تندرج في إطار الدجل والشعوذة وتمتد دائمًا إلى الشخصيات المضطربة وغير السوية والموسوسة والهستيرية والأشخاص الذين يعانون من عدم الكفاءة النفسية وفقدان الثقة في النفس وعدم القدرة على مجابهة الحياة بكافة أطوارها. ويرى بلدو أن كل المشتغلين في هذه المهنة بحاجة إلى معالجة نفسية وإعادة تأهيل نفسي ودعم اجتماعي لتتعافى مما أسماه مرض الودِع.

ووصف الشيخ بشرى الذي ينتمي إلى التيارات السلفية أن الودِع وما يندرج في إطاره يعتبر رجمًا بالغيب حيث لا يعلم الغيب إلا الله فكل المشتغلين في هذه التجارة يعتبرون من الآثمة قلوبهم الذين وضعوا في ضرب من ضروب الكفر إعمالًا بقول "الرسول"- صلى الله عليه وسلم- فمن تعلق بتميمة لا أتم الله له ومن أتى كاهنًا أوعرافًا فقد كفر بما أنزل على محمد. ونصح الشيخ بشرى ستات الودِع بضرورة التوبة والأوبة إلى الله والتحلل من أموال الودِع باعتبارها من أموال السحت وأكل أموال الناس بالباطل وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الودِع ظاهرة سودانية قديمة تعمل على التنجيم وقراءة الكف الودِع ظاهرة سودانية قديمة تعمل على التنجيم وقراءة الكف



GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 15:40 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 20:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

18 لاعباً في معسكر سموحة استعداداً لمواجهة وادي دجلة

GMT 08:47 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

ميهوب يؤكد أن أمم أفريقيا الحقيقية تبدأ من دور الـ8

GMT 13:05 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

مرسيدس "metris" تنافس فورد "ترانزيت كونيكت"

GMT 02:24 2016 الإثنين ,30 أيار / مايو

مشكلة قانونية دفعت WWE لتغيير قميص جون سينا

GMT 19:30 2014 الخميس ,06 شباط / فبراير

"أمازون" تستحوذ على شركة تطوير الألعاب "Double Helix"

GMT 16:18 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أهمية "جوان كيلاس" في سيارتك

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia