حالة من الاستنفار والخوف في ظل ضبابية الوضع
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

بسبب سرعة انتشار وباء "كورونا" في تونس

حالة من الاستنفار والخوف في ظل ضبابية الوضع

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - حالة من الاستنفار والخوف في ظل ضبابية الوضع

فيروس كورونا
تونس ـ تونس اليوم

لا ندري ماذا سيحدث، ولا نعلم إلى متى سيستمر هذا الوضع وكيف ستكون حياتنا بعد عودة انتشار الكورونا في تونس وتواصلها في العالم.. أسئلة كثيرة بقيت عالقة في أذهان الناس دون إجابات، تصحبها تخوفات كبيرة من المستقبل ومن استمرار الجائحة لمدة طويلة.أغلب التونسيين إن لم نقل جلّهم يعيشون كلّ يوم على وقع أخبار الكورونا فلا حديث ولا نقاشات إلا عن فيروس قلب العالم على عاقبيه وفتح الباب على مصراعيه على صراعات كبرى فتراجعت اقتصاديات عديد الدول ومات الآلاف دون أن يتم إيجاد أي حلول تذكر.

فلا قدرة لأي دولة على الانكماش على نفسها، فالكلّ منفتح على الكل. وما حدث في الأشهر القليلة الماضية خير دليل على ذلك، فبمجرد إغلاق الحدود وتطبيق سياسة الحجر الصحي الشامل وإغلاق المؤسسات الإدارية والتعليمية والشركات والمطاعم والمقاهي وكل ما له علاقة بالأنشطة الحياتية، كانت العواقب وخيمة على اقتصاديات البلدان ومنها انتشار البطالة وإفلاس مؤسسات وغيرها من المصائب التي حلّت على البشر.

بعد إعادة فتح الحدود وعودة الحياة تدريجيا عاد الفيروس من جديد، لتصاحب هذه العودة ضغوطا نفسية كبيرة وتخوفات جمّة فلا قدرة على المواطنين على الاعتكاف ببيوتهم ولا طمأنينة تذكر لمواصلة الحياة بشكل طبيعي.

مع العودة المدرسية التي ستطلق اليوم الثلاثاء 15 سبتمبر الجاري بكافة الولايات، أصبح الضغط النفسي أكبر في ظلّ التخوف من ارتفاع وتيرة انتشار الفيروس ومن نقله من وإلى المدارس والاعداديات والمعاهد وأيضا الكليات والجامعات.

في الفترة الأولى من انتشار الفيروس ومع فرض الحجر الصحي الإجباري والشامل لعدة أشهر، كان التركيز والحديث عن الانعكاسات النفسية الخطيرة لهذا الإجراء على الأشخاص، لتتعالى الأصوات بضرورة ايلاء الرعاية الصحية والنفسية الأهمية اللازمة خوفا من أن تكون للعزلة الاجتماعية تأثيرا على سلوكيات التونسيين.

فكانت هناك موجة من الحملات التطوعية أمّنها نشطاء من أهل الاختصاص من علم نفس وعلم نفس اجتماعي وغيرهم للإحاطة النفسية بمن تضرروا من العزل الاجتماعي ومن الحجر الشامل ومن فقدان مورد رزقهم ومن العنف المنزلي والأسري ومن غيرها من المشاكل التي واجهوها.

اليوم طبيعة الضغط النفسي تغيّرت، فلم يعد هناك حجر شامل وملازمة للبيوت وإنما أصبح هناك شعور بالخوف مما قد يحدث في الأيام والأسابيع المقبلة بسبب سرعة انتشار الفيروس من جهة وبسبب غموض المستقبل في ظل عدم إيجاد اللقاح اللازم لمكافحة هذه الجائحة من جهة ثانية. 

فالكلّ تقريبا ودون مبالغة في حالة من التأهب النفسي وعلى وقع الأخبار المتواترة عن الارتفاع الملحوظ للحالات المصابة بالكورونا وعلى وقع ارتفاع عدد الوفيات بسبب هذا الفيروس.

وتداعيات هذا التأهب النفسي بدأت في الظهور من خلال حملات السب والشتم للحكومة السابقة التي اتخذت قرار فتح الحدود دون سنّ إجراءات ردعية وصارمة للعائدين من الخارج منها فرض الحجر الصحي الإجباري وفرض التحاليل السريعة التي تثبت سلامة الوافدين على تونس.

بدأت أيضا تظهر تداعيات الضغط النفسي الذي يعيشه التونسيون من خلال حملات «الهاشتاغ» التي أطلقت بسبب إقرار وتثبيت العودة المدرسية والجامعية في موعدها الاعتيادي دون أي ضمانات جدية لتوفير كل مستلزمات الوقاية في المدارس والمعاهد، «فأهل مكة أدرى بشعابها». والتونسيون أعلم بواقع مدارسنا ومعاهدنا والإشكاليات التي تعيشها المنظومة التربوية منذ عقود من تهميش ولامبالاة نحصد اليوم ثمارها «المعفنة».

من هذه الحملات إطلاق هاشتاغ «موش باعثين أولادنا»، والمقصود بها امتناع الأولياء عن إرسال أبنائهم إلى المدارس بمناسبة انطلاق العودة المدرسية خوفا من إصابتهم بالكورونا والتسبب في نقلها إلى أهاليهم وعائلاتهم.

فالخوف أصبح واقعا ملموسا لا من طرف الأولياء والتلاميذ العائدين إلى مقاعد الدراسة وإنما من الجميع، فالفيروس ضرب من هم في الصفوف الأولى أي الإطار الطبي والشبه طبي، ليشمل صفوفا أخرى من أعوان حراسة وغيرهم، وليشمل أيضا موظفون بالإدارات وعمال وغيرهم.

قد يهمك ايضا 

رئيس الحكومة التونسية يُقرِّر جملةً مِن الإجراءات الفورية والعاجلة

 

تقارير تؤكّد أن العديد من مدرسي أميركا لا يريدون عودة الدراسة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة من الاستنفار والخوف في ظل ضبابية الوضع حالة من الاستنفار والخوف في ظل ضبابية الوضع



GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 12:37 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لجمال بشرتك إليكِ أفضل انواع صابون للوجه وفوائده

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 10:08 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

استراتيجيات تخفيف الفساد

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:29 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

سعودي يروّج للعبرية على أنها "لسان أنبياء الله"

GMT 08:12 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "بورش" تفتتح مطعمها الجديد في ولاية جورجيا

GMT 14:05 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة نايف تختتم برنامج التحقيق المتقدم في حوادث القطارات

GMT 00:51 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

تطبيق تويتر يختبر ميزة جديدة تعرف عليها

GMT 03:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

مجلة "الثقافة الجديدة" تستهل 2021 بالاحتفاء بالمتاحف المصرية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia