قائد الجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشارد ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون
لندن ـ سليم كرم
يعكف قائد أركان الجيش البريطاني السير ديفيد ريتشاردز على وضع خطط طارئة لتقديم الدعم البحري والجوي إلى المقاومة السورية، وفيما لا تميل وزارة الدفاع إلى التورط والاشتراك في هذه الحرب، إلا أن السيناريو الوحيد، الذي يؤدي إلى التدخل الفوري والمباشر هو قيام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية
أو سقوطها في أيدي إرهابية في حالة سقوط النظام.
وبينما قد ينجح الجيش البريطاني في مهمته على أكمل وجه، إلا أنه لا يرغب في القيام بتلك المهمة على الإطلاق، حسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي لفتت إلى أنه على مدى الأشهر الماضية أعربت مصادر عسكرية داخل الحكومة عن عدم ارتياحها من هذا الموقف".
ويتمثل قلق العسكريين في أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ليس واحدًا منهم، كما أنهم يرون أنه "متأثر بنجاحه في الحملة العسكرية المحدودة على ليبيا، فيما يشعر بانزعاج شديد من كم اللاجئين السوريين على الحدود الأردنية، فيما يقول البعض في الحكومة إنه مصاب بالحمى الأجنبية، التي تجعله يرغب في عمل شيء ما، على الرغم من أنه لا يدري ماهيته".
وخلال الشهر الماضي، وبعد أن عاد كاميرون من زيارة إلى الشرق الأوسط ، "اجتمع بمجلس الأمن القومي، بينما قام ريتشاردز بسرد بعض المشاكل والاحتمالات التي يمكن أن تواجه بريطانيا في حال التدخل في الحرب الأهلية في سورية"، على حد قول الصحيفة البريطانية.
وأكد ريتشاردز، أن "التدخل الشامل كما كان الحال في العراق وأفغانستان، لا يحظى بميل أو جاذبية من جانب قادة الجيش لأن ذلك يتطلب زيادة حجم القوات البحرية في المنطقة لتحييد بطاريات الصورايخ المضادة للطائرات التي يملكها نظام بشار الأسد".
وتشير تحليلات وزارة الدفاع إلى التخوف من سقوط الطائرة التركية مطلع هذا العام خارج المجال الجوي السوري، وهم يدركون أن "الحكمة تقول إن التدخل العسكري الواسع النطاق لابد أن يتم في منطقة حظر جوي، وهو ما يتطلب شن حملة عسكرية جوية طويلة تنطلق من حاملة طائرات، فيما لن تحصل بريطانيا على هذا الحاملة قبل العام 2018".
وعن الخيارات الأخرى، فلا تعدو "كونها تكهنات"، مثل إيجاد ممر آمن لمخيمات اللاجئين في تركيا أو شمال سورية، وتقديم المساعدات اللوجيستية لجماعات المقاومة، في حين لم يشر ريتشاردز إلى حلف "ناتو" أو إلى كيفية التنسيق في هذا الشأن.
وعلى ما يبدو، فإن الاجتماع لم يقض تمامًا على رغبة كاميرون في التدخل، فيما يجتمع ريتشاردز مع شخصيات عسكرية رفيعة المستوي من: فرنسا، وأميركا، وتركيا، والأردن، وقطر، والإمارات، والسعودية، وهي كلها دول تدعم المقاومة السورية.
ويقول ريتشاردز:" من غير المستحيل أن تتدخل القوات البريطانية بصورة محدودة للغاية"، لكنه يدرك في نهاية المطاف إن أي قرار بشأن سورية سوف يكون سياسيًا.
ومع ذلك فإن السيناريو الوحيد، الذي يؤدي إلى التدخل الفوري والمباشر هو قيام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية أو سقوطها في أيدي إرهابية في حالة سقوط النظام، وفي هذه الحالة فإن بريطانيا بالاشتراك مع الولايات المتحدة بواسطة وحدات العمليات الخاصة ستقوم بحماية هذه الأسلحة.
وحتى تلك اللحظة سوف يظل ريتشاردز، على موقفه أمام رئيس الوزراء البريطاني، ويكتفي بتقديم العديد من الأفكار دون أن يتعهد بأي منها، وتجنب توريط القوات البريطانية في حملة عسكرية رابعة في أقل من عشر سنوات.
أرسل تعليقك