دبلوماسيون غربيون يعتقدون بوقوف إسرائيل وراء تسريبات الطاقة الذرية
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

في محاولة منها لزيادة الضغط الدولي على إيران لوقف برنامجها النووي

دبلوماسيون غربيون يعتقدون بوقوف إسرائيل وراء تسريبات "الطاقة الذرية"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - دبلوماسيون غربيون يعتقدون بوقوف إسرائيل وراء تسريبات "الطاقة الذرية"

صورة بالأقمار الصناعية لمجمع عسكري إيراني في بارشين

لندن ـ سليم كرم أعرب دبلوماسيون غربيون عن اعتقادهم بأن إسرائيل ربما كانت وراء تسريب سلسلة من المعلومات، الخاصة بقيام "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بالتحقيق في قيام إيران بتجارب خاصة بأسلحة نووية، وذلك في محاولة منها لزيادة الضغوط الدولية على إيران، حتى تتوقف عن برنامجها النووي، غير أن الدبلوماسيين الغربيين الذين صرحوا بذلك قد أعربوا أيضًا عن اعتقادهم بأن هذه التسريبات ربما تكون قد أتت بنتائج عكسية.
وقد نسبت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى دبلوماسيين غربيين أن هناك عدد من الأسباب التي تدعوهم للقول بأن إسرائيل وراء تلك التسريبات الأخيرة، وسلسلة التسريبات السابقة بشأن تحقيقات وكالة الطاقة الذرية، لاسيما وأن صبر إسرائيل قد نفد إزاء التعامل الدولي الراهن مع النشاط النووي الإيراني، حيث
تأتي هذه التسريبات كجزء في إطار تكثيف الحرب الخفية ضد البرنامج النووي الإيراني داخل وكالة الطاقة الذرية في فيينا.
كما تقول صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد" يكثف نشاطه في العاصمة النمساوية فيينا، مثله في ذلك مثل بقية أجهزة الاستخبارات العالمية، بما فيها إيران، ليعيد بذلك إلى الأذهان معارك الجواسيس التي كانت تحدث في أولى سنوات الحرب الباردة. كما تؤكد الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية لم ترد على طلب بالتعليق، في الوقت الذي وصفت فيه وكالة "أسوشيتدبرس" المصدر الذي سرب لها هذه المعلومات بأنهم مسؤولون رسميون في دولة من الدول التي تعترض على البرنامج النووي الإيراني.
يذكر أن أخر تلك التسريبات التي نشرتها وكالة "أسوشيتدبرس" كانت بشأن رسم بياني إيراني، يشير إلى احتمال قيام علماء إيران النوويين الآن بانتاج سلاح نووي، يتفوق ثلاث مرات في قدرته على القنبلة النووية التي دمرت هيروشيما اليابانية، خلال الحرب العالمية الثانية، ويلمح إلى قيام الخبراء الإيرانيين بإجراء اختبارات للسلاح النووي على الكومبيوتر، تحاكي الاختبارات الحقيقية.
إلا أن العلماء والخبراء في العالم سرعان ما أشاروا إلى أن هذا الرسم لا يعدو كونه مؤشر تحليل مبتذل غير علمي، أو خدعة غير بارعة، وذلك كما جاء في "نشرة علماء الطاقة الذرية".
وكان تسريب الرسم البياني قد أثار تساؤلات بشأن قيام مفتشي وكالة الطاقة الذرية بالتحقيقات في هذا الشأن، وذلك بعد أن تبين أنها تشكل جزء من ملف استخباراتي عن المزاعم بشأن الأغراض العسكرية للبرنامج النووي الإيراني.
وكان الملخص الاستخباراتي الذي حصلت عليه الوكالة مع الرسم البياني يشير إلى قيام اثنين من العلماء باختبارات لأسلحة نووية، وكلاهما كان هدفًا للاغتيال منذ سنتين، أحدهما كان العالم مشاهد شهرياري، الذي قتل وهو في طريقه إلى عمله في طهران، خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2010، عن طريق قيام سائق دراجة نارية بتثبيت قنبلة على باب سيارته، أما العالم الثاني فيريدون عباسي دافاني، فقد أصيب في حادث مشابه في اليوم ذاته.
كما جاء في كتاب استخباراتي قام بتأليفه كاتب أميركي وآخر إسرائيلي بعنوان "جواسيس ضد أرماغيدون"، أن الهجومين قامت بهما وحدة اغتيالات تابعة للموساد، تحمل اسم "كيدون" أو "بايونيت".
و يقول دبلوماسي أوروبي أن التأثير الأساسي لعملية التسريب سوف يقوم بفضح التحقيقات الجارية التي تقوم بها وكالة الطاقة الذرية، لمعرفة ما إذا كانت إيران تقوم بتطوير سلاح نووي في أي مرحلة. وقال أيضًا أن هذا يكشف عن بعض ما تقوم به الوكالة. و أضاف قائلاً "إن تسريب الوثيقة يعد بمثابة خطأ فادح على الرغم من علم الوكالة بذلك".
كذلك يرى محللون أن التسريبات الأخيرة ربما كشفت يد وكالة الطاقة الذرية، وكشفت ما تعرفه وما لا تعرفه، الأمر الذي يقوض ويضعف موقف مفتشيها، ويلقي بهم في محادثات غير مثمرة مع المسؤولين الإيرانيين، بشأن ماضي أنشطتهم النووية.
يذكر أن إيران تنكر هذا الدليل، وتقول بأنه مزور، وأنها لم تسمح لأحد بمقابلة أي من علمائها النوويين، كما تنكر أن موقع بارشين الذي يعتقد مفتشو وكالة الطاقة الذرية بأنه ربما شهد تجارب على عناصر شديدة الانفجار قد تدخل في صناعة رؤوس نووية، في حين تقول وكالة الطاقة الذرية أن لديها دليل بأن الموقع قد تم تطهيره وتنظيفه، لإزالة أي آثار لتجارب نووية سابقة.
كما يقول الخبير النووي الأميركي ديفيد أولبرايت أنه لا يدري من يكون وراء تلك التسريبات، ولكنه يؤكد على أنه أيًا ما كانت الجهة التي سربت تلك المعلومات، فإنها قد قامت بذلك بإلحاق ضرر بالغ بمصداقية وكالة الطاقة الذرية، وصعبت من قيامها بالمهمة الموكولة إليها.
ومن المنتظر أن تجري وكالة الطاقة الذرية محادثات مع إيران السبت المقبل في طهران، وتقول الولايات المتحدة أنه إذا لم تتعاون إيران مع تحقيقات الوكالة بحلول آذار/مارس المقبل، فإن إلأمر سوف يحال إلى مجلس الأمن.
وكان مجلس الأمن قد طالب إيران أكثر من مرة بوقف نشاط تخصيب اليورانيوم، كدليل على أن برنامج لا يحمل أغراض عسكرية ، وقد رفضت إيران ذلك المطلب، وتصر على أن أغراض البرنامج سلمية، وقامت بتكثيف نشاط التخصيب، الأمر الذي دفع بإسرائيل إلى التهديد بالقيام بعمل عسكري، يستهدف المنشآت النووية الإيرانية.
ومن المنتظر كذلك أن تجرى جولة من المفاوضات خلال الأسابيع القليلة المقبلة بين إيران والقوى الكبرى الستة في العالم، بهدف مقايضة وقف تخصيب اليورانيوم في إيران، مقابل تخفيف العقوبات عليها، بينما لم يتحدد بعد تاريخ محدد لبدء تلك الجولة من المفاوضات.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسيون غربيون يعتقدون بوقوف إسرائيل وراء تسريبات الطاقة الذرية دبلوماسيون غربيون يعتقدون بوقوف إسرائيل وراء تسريبات الطاقة الذرية



GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:04 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

الخطوط التونسية تعلن عن برمجة رحلتين إضافيتين إلى لندن

GMT 11:01 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

فوائد الروزماري الطبية والجمالية

GMT 16:25 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قانون المالية التعديلي في تونس يؤكد وجود عجز بـ9،7 مليار دينار

GMT 17:34 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

وطنُ الصَفْحِ والمصالحةِ والمصافحة

GMT 17:54 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض في درجات الحرارة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia