التوترات بين أميركا والصين وروسيا تدفع باتجاه علاقات أقوى بين بكين وموسكو
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

محادثات الرئيس الصيني مع بوتين قد تتوج بتوقيع ما يقارب الـ30 اتفاقًا

التوترات بين أميركا والصين وروسيا تدفع باتجاه علاقات أقوى بين بكين وموسكو

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - التوترات بين أميركا والصين وروسيا تدفع باتجاه علاقات أقوى بين بكين وموسكو

الرئيس فلاديمير بوتين
بكين - مازن الاسدي

تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وبين الولايات المتحدة وروسيا، دفع باتجاه علاقات أقوى بين بكين وموسكو، مما أوصلها إلى «مستوى عالٍ غير مسبوق»، كما وصفها الرئيس  فلاديمير بوتين لدى استقباله نظيره الصيني شي جينبينغ في موسكو أمس. محادثات الرئيس الصيني مع بوتين قد تتوج بتوقيع ما يقارب الـ30 اتفاقاً. وقال شي، في بيان نشرته وسائل الإعلام الروسية الرسمية: «أنا مقتنع بأن هذه الزيارة ستحقق نتائج مثمرة». ويبدو أن التفاهم السياسي بين هذين العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي، اللذين غالباً ما يصوتان بشكل مماثل في اجتماعاته، مستقر. وقال مستشار الكرملين يوري أوشاكوف إنّ «مواقف روسيا والصين قريبة جداً، أو تتوافق تماماً حول معظم الملفات الدولية»، مثل البرنامج النووي الكوري الشمالي، والنزاع في سوريا، والأزمة الفنزويلية، وأيضاً الاتفاق النووي الإيراني.

وقال بوتين لشي في الكرملين، بحسب ما جاء في نص رسمي: «في السنوات الأخيرة، وبفضل مشاركتكم المباشرة، وصلت العلاقات بين روسيا والصين، ومن دون مبالغة، إلى مستوى غير مسبوق»، وعبّر عن يقينه بأنّ «هذه الزيارة ستعطي دفعاً إضافياً قوياً لتنمية الروابط الثنائية»، وذكر بأنّ الاتحاد السوفياتي كان «أول دولة تعترف بجمهورية الصين الشعبية غداة إعلانها» عام 1949.

وفي سياق التوترات الكبيرة بين روسيا والغربيين، ارتفعت المبادلات التجارية بين موسكو وبكين بنسبة 25 في المائة في عام 2018، لتصل إلى مستوى قياسي، بقيمة 108 مليارات دولار، حسب الكرملين، حيث تبدي القوتان، الروسية والصينية، توافقهما، في وقت تعبر كل منهما في مرحلة صعبة في علاقاتها مع واشنطن. فقد تخطت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن عتبة جديدة في نهاية الأسبوع الماضي، ما ألقى بظلال قاتمة على آفاقها الاقتصادية. كما أنّ العلاقات الروسية - الأميركية التي عرفت الكثير من الأزمات سممتها أيضاً منذ وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض الاتهامات لموسكو بالتدخّل في الانتخابات الرئاسية.

اقرأ أيضا:

فلاديمير بوتين يُعلن حجم صادرات روسيا من الغاز المسال

وعلق المحلل الروسي ألكسندر غابوييف من معهد كارنيغي في موسكو، قائلاً، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، إنّ روسيا التي تلقّى اقتصادها ضربة قاسية إثر العقوبات الأوروبية والأميركية في عام 2014، على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم القرم، تحاول «الابتعاد عن السوق الأوروبية في اتجاه السوق الصينية». وباتت الصين أيضاً «مستثمراً مهماً جداً» في الاقتصاد الروسي، ومانحاً للقروض إلى روسيا، في وقت انسحب فيه لاعبون دوليون آخرون، خصوصاً بسبب العقوبات، كما يوضح غابوييف لوكالة الصحافة الفرنسية.

ومن بين المواضيع الأخرى على جدول أعمال محادثات بوتين وشي، تبرز خصوصاً «علاقات روسيا والصين مع القوى الغربية الكبرى»، وفق أوشاكوف. وفي هذا السياق، تهدف محادثات شي وبوتين إلى «إعادة التأكيد على الدعم المتبادل، وعلى ضمان أن العلاقات الروسية الصينية لن تتأثر بالتغييرات في الوضع الدولي»، حسبما أعلن نائب وزير الخارجية الصيني زانغ هانوي في مؤتمر صحافي.

وسيلي اللقاء حفل استقبال على شرف جينبينغ، وأمسية في مسرح البولشوي لمناسبة الذكرى السبعين للعلاقات بين البلدين. وبعد موسكو، سيغادر شي إلى العاصمة القديمة للقياصرة سانت بطرسبورغ، حيث سيكون يومي الخميس والجمعة ضيف شرف في منتدى اقتصادي في المدينة. وهذا المنتدى هو اللقاء الأبرز لقطاع الأعمال في روسيا، ويتوقع أن يحضره 17 ألف شخص.

ومن المقرر أن يوقع شي وبوتين في ختام محادثاتهما في موسكو إعلاناً مشتركاً حول «تعزيز العلاقات الثنائية، والشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، التي تدخل حقبة جديدة»، وفي إطار الزيارة أيضاً، سيقدّم الرئيس الصيني دبي باندا إلى حديقة حيوانات موسكو.

ومن جانب آخر، قال الناشط راي وونغ توي يونغ، وهو لاجئ من هونغ كونغ في ألمانيا، إنّ الصين باتت «أشد وحشية من أي وقت مضى»، بعد 30 عاماً على أحداث ساحة تيانانمين، مبدياً تخوّفه من تآكل الحرّيات في هونغ كونغ. وقال خلال ندوة نظمها الحزب البيئي «داي غرونن»، في البوندستاغ، إنّ الصين «باتت أشدّ وحشيّة من أي وقت مضى؛ إنّها دولة شموليّة لا يمكننا مقارنتها بأي دولة أخرى تقريباً». وأشار إلى قلقه بشكل خاص على هونغ كونغ التي تُكافح من أجل الدّفاع عن حرّياتها، في مواجهة تدخّل بكين المتزايد في شؤونها الداخلية. ولفت إلى أنّه «على العالم الحرّ الاستيقاظ (...) عليه الدّفاع عن كرامة هونغ كونغ وحرّيتها»، ملمّحاً إلى قانون مثير للجدل لحكومته يسمح بالترحيل نحو الصين. وتساءل: «كيف يُمكن لحكومة هونغ كونغ أن تُعرب عن استعدادها لتسليم مواطنيها، حين نعلم أنّهم سيتعرّضون بلا أدنى شكّ لسوء المعاملة؟»، مبدياً تخوّفه من سقوط هونغ كونغ في قبضة بكين، مثل التبت.

وكان راي وونغ، وآلن لي الذي حضرَ أيضاً الندوة، قد شاركا في هونغ كونغ عام 2016 بمظاهرات اتصفت بمواجهات عنيفة مع الشرطة، غير أنّهما تمكّنا من الفرار عام 2017، قبلَ المثول أمام القضاء بتهمة المشاركة بأعمال عنف. وقد منحتهما ألمانيا اللجوء السياسي في مايو (أيار) 2018. 

قد يهمك أيضا:

لغة الجسد تفضح زعيم كوريا الشمالية أمام فلاديمير بوتين

بوتن يلتقي زعيم كوريا الشمالية في موسكو

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوترات بين أميركا والصين وروسيا تدفع باتجاه علاقات أقوى بين بكين وموسكو التوترات بين أميركا والصين وروسيا تدفع باتجاه علاقات أقوى بين بكين وموسكو



GMT 15:57 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كيفية تنظيف "شكمان" السيارة في المنزل بطريقة سهلة

GMT 18:30 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

مطعم المرسة في الدنمارك الأطراف في العالم

GMT 09:08 2014 الإثنين ,03 آذار/ مارس

هطول أمطار على محافظة حقل في منطقة تبوك

GMT 16:24 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

منصة ألعاب مايكروسوفت المُقبلة "Xbox Series S"

GMT 08:36 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

في وداع "غزة"

GMT 17:34 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"ماركس وَسبنسر" تطلق تشكيلتها لخريف 2021 من ملابس النوم النسائية

GMT 12:39 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

هجوم كبير على لاعب الصفاقسي لسوء مستواه

GMT 08:41 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

رامي عيّاش يؤكّد أن بعض الممثّلين آدائهم هزيل أمام تيم حسن

GMT 04:17 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

رحيل ملك عظيم

GMT 10:41 2014 الجمعة ,21 آذار/ مارس

الحكومة تُسيطر على الإعلامِ في الأردن

GMT 08:21 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

رئيس "بني عبيد" يكشف مؤامرة اتحاد الكرة مع الزمالك
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia