يسري عبدالله يجب تبني منظور ثقافي للتعاطي مع قضايا الواقع
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يسري عبدالله يجب تبني منظور ثقافي للتعاطي مع قضايا الواقع

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - يسري عبدالله يجب تبني منظور ثقافي للتعاطي مع قضايا الواقع

الناقد الدكتور يسري عبدالله
القاهرة - أ.ش.أ

أكد الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله أستاذ الأدب الحديث بجامعة حلوان، أن على الدولة المصرية ورئيسها القادم إعادة صياغة العقل العام، بما يتواءم مع اللحظة الراهنة، ويفي بمنطقها بالغ التعقد والتشابك، والذي يستدعي خيالا جديدا للتعاطي مع كل شيء، فالتصورات القديمة تكرس لواقع قديم، وفي دولة الثلاثين من يونيو لا بد من حضور مختلف لنخب طليعية جديدة بنت ناسها، وثورتها، وتصوراتها الجديدة عن الحياة والعالم.
وقال إن على الرئيس القادم أن يدرك أن نجاحه الحقيقي هو في انحيازه للطبقات المهمشة، وفي انتصاره للفقراء والمنسحقين، وفي محاولته خلق آلية جديدة للفرز، بعيدا عن التفكير القديم بآلياته التي لم تغلب طيلة الوقت سوى معيار أهل الثقة على معيار أهل الكفاءة، فانتهى الأمر بنا إلى معدلات فقر وبطالة وفساد وظلم اجتماعي عالية، وتراجع مخز للدور الثقافي المصري.
وشدد أن الرئيس القادم عليه أن يرى في الثقافة آلية واعدة للنهوض بالمجتمع، وألا يتعامل معها من منظور أنها ملك لمجموعة مثقفين يرطنون أكثر مما يخلقون إبداعا، وأن يضع في حسبانه حتمية امتلاك مشروع ثقافي كبير يعد تعبيرا عن آمال الثورة المصرية وتطلعاتها وأمانيها صوب عالم حر وتقدمي ونبيل، يؤمن بكل قيم التقدم والاستنارة والحداثة والإبداع، ابن أوانه وخياله الخصب الجديد، وبما يوجب حضورا بارزا ومختلفا للمنظور الثقافي في التعاطي مع مشكلات الواقع المصري وقضاياه، بدءا من سعي الثقافة لخلق بنية ذهنية اكثر حداثة، مرورا بتخليق سياق تنويري قادر على مواجهة قوى التخلف والرجعية، وصولا إلى استعادة الثقافة لدورها المركزي بوصفها القوة الناعمة للدولة المصرية الجديدة.
وذكر أن ذلك كفيل بإخراجنا من حيز الثقافة الكرنفالية استهلاكية الطابع، لنصبح أكثر جدية في التعاطي مع اللحظة وبما يليق بثورتين مجيديتن "يناير 2011، ويونيو2013"، وحتى تدرك وزارة الثقافة أنها بالأساس وزارة لتثقيف الناس وليست لمجموعة من المثقفين، وتلعب الهيئات الثقافية المختلفة دورا حقيقيا لا مزيفا.
وأشار إلى أنه يجب أيضا على السلطة الجديدة التي ستتشكل بعد انتخابات الرئاسة والبرلمان أن تتخلص من شبكات الفساد التي استباحت وزارة الثقافة وتعاطت معها بوصفها غنيمة متجددة، وأن تسعى لخلق صيغة وطنية للثقافة المصرية مؤمنة بالتراكم الحضاري المصري وجذوره المختلفة، ومنفتحة على المنجز الحداثي العالمي، بوصفها جزءا أصيلا في سياق إنساني عام، دون أن تقع في فخ التبعية الذهنية، كما يجب تحرير الوعي المصري من كافة الأغلال، والقيود التي تكبله، والانحياز بلا مواربة لكل قيم التقدم والحداثة والاستنارة والإبداع، وبما يوجب التخلص من الصيغة المشبوهة لذلك التحالف بين الفساد والرجعية والتي تملأ جنبات الراهن المصري.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسري عبدالله يجب تبني منظور ثقافي للتعاطي مع قضايا الواقع يسري عبدالله يجب تبني منظور ثقافي للتعاطي مع قضايا الواقع



GMT 15:44 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20 طفلاً يرافقون وزيرة المرأة التونسية في معرض الكتاب

GMT 18:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الشؤون الدّينية التونسية تناقش حوكمة ملفي الحج والعمرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:40 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 22:18 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تعود إلى "مزيكا" وتطرح أغنيتها الجديدة "شكرًا أوي"

GMT 18:10 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

أمينة عبد الله تتقمص شخصية الكاتب الروسي تشيكوف

GMT 07:51 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

المكياج الليلي

GMT 10:54 2014 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

استئناف تصوير مُسلسل "أبو هيبَة في جبل الحلال"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia