مصير صناعة النسيج اليدوية معلق بخيط رفيع في الهند
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مصير صناعة النسيج اليدوية معلق بخيط رفيع في الهند

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مصير صناعة النسيج اليدوية معلق بخيط رفيع في الهند

مصير صناعة النسيج اليدوية معلق بخيط رفيع
فاراناسي ـ أ.ف.ب

 لقرون خلت كانت أقمشة الساري المصنوعة في مدينة فاراناسي رمزا للأناقة، حتى أنه يقال إن جثمان بوذا لف بثوب من الحرير المنسوج يدويا في أكثر مدن الهند قداسة عند مواراته الثرى.
غير أن اصحاب المشاغل والحرفيون يؤكدون أن مصير صناعة الحرير في فاراناسي بات معلقا بخيط رفيع وقد يندثر هذا القطاع في غضون جيل في ظل الإنتاج الآلي المكثف والمنافسة الصينية، في حال لم تتخذ الحكومة الهندية المقبلة التدابير اللازمة.
ويقول سرادار حفيظ الله وهو ينسج قماش ساري اخضر وذهبي اللون في الطابق الأرضي من منزله الواقع في وسط مدينة فاراناسي القديم "أزاول هذه المهنة منذ أكثر من 40 عاما وأجدادي وأسلافي كانوا يزاولونها قبلي لحوالى 250 سنة تقريبا".
ويضيف الحائك البالغ من العمر 65 عاما "لكن يبدو أن هذه الحرفة على طريق الاندثار".
وتستقطب مدينة فاراناسي المعروفة أيضا باسم بيناريس والتي تعد من أقدم مدن العالم ملايين الزوار كل سنة، من الهندوس الذين يقصدونها للاستحمام في مياه نهر الغانج المقدسة والسياح الذين يقصدونها للتفرج على هذه المراسم الدينية.
وهذه المدينة معروفة أيضا بنوعية المنتجات الحريرية التي ينسجها حائكون مسلمون بغالبيتهم في ازقتها ويستغرقهم صنع أثواب الساري والأوشحة ما بين 15 و 20 يوما.
وقد يصل سعر أفخم المنتجات إلى عشرة آلاف دولار. وحتى العقد الماضي، كانت المدينة تضم حوالى 100 ألف نول يدوي، لكن هذا العدد قد تراجع باكثر من النصف النصف منذ تلك الفترة.
ويقول أميتابه وهو من كبار مصدري القطع الحريرية في المدينة أن هذا العدد تراجع الان الى 40 ألف نول "فيما الستون الفا الاخرى +مريضة+".
ويؤكد "يمكن العودة بالتاريخ إلى أيام بوذا الذي غطي جسده بحرير فاراناسي" لإبراز أهمية هذا القطاع.
وهو يضيف أن صناعة النسيج هي "فن بحد ذاته وثقافة وإرث ... لكن هذا الفن بات يزول شيئا فشيئا".
والمشكلة الأكبر التي يواجهها قطاع الصناعة اليدوية هو أن العاملين في المصانع يتقاضون أكثر من ضعف رواتب العاملين اليدويين.
ويدرك فياز ابن سرادار البالغ من العمر 32 عاما حقيقة هذا المشكلة. وهو ينسج الحرير يدويا لكن لا يخفى عليه أن أولاده الثلاثة قد يرغبون في الانتقال إلى القطاع المؤتمت.
وكشفت الحكومة المحلية في إقليم أوتار براديش أن الصناعة اليدوية للحرير في فاراناسي تدر على الاقتصاد المحلي حوالى 80 مليون دولار في السنة الواحدة، بما فيها 20 مليون من الصادرات وحدها.
وعدد الانوال الكهربائية غير محدد، لكن معطيات رسمية تعود للعام 2009 كشفت أن عددها قد ارتفع في فاراناسي من ألفين إلى 30 ألف خلال العقد السابق.
وتتفاقم المشكلة في ظل ازدياد واردات المنتجات المنخفضة الكلفة من الصين وانتشار المنتجات الصينية الصنع في الأسواق الخارجية على حساب تلك الهندية.
ويقول راتانديب أجاروال وهو من كبار أصحاب العمل في هذا القطاع إن "الحرير الهندي بات تدريجيا حكرا على فئة معينة من الزبائن التي في وسعها تحمل كلفته. ويحل الحرير الصيني الصنع محله تدريجيا في الأسواق العامة".
ويعتبر أصحاب متاجر الحرير أن اندثار الحرير اليدوي الصنع في فاراناسي سيكون كارثيا بالنسبة إليهم.
وفي ظل ضيق الافق، يعلق الكثيرون من أهل القطاع آمالهم على ناريندرا مودي المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات التشريعية الجارية حاليا في الهند وخلافة حزب المؤتمر بزعامة عائلة غاندي.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصير صناعة النسيج اليدوية معلق بخيط رفيع في الهند مصير صناعة النسيج اليدوية معلق بخيط رفيع في الهند



GMT 15:44 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20 طفلاً يرافقون وزيرة المرأة التونسية في معرض الكتاب

GMT 18:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الشؤون الدّينية التونسية تناقش حوكمة ملفي الحج والعمرة

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 04:01 2015 الأربعاء ,15 تموز / يوليو

هجر السعودي يتعاقد مع مهاجم النهضة لمدة موسمين

GMT 03:24 2013 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

تصوير "العراف" مستمر في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia