مصابيح الغاز في شوارع لندن شاهدة على تاريخ المدينة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مصابيح الغاز في شوارع لندن شاهدة على تاريخ المدينة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مصابيح الغاز في شوارع لندن شاهدة على تاريخ المدينة

مصابيح الغاز في شوارع لندن
لندن ـ ا ف ب

في شارع صغير هادئ قرب ويستمنستر آبي محاط بمنازل رائعة جورجية الطراز تعود للقرن الثامن عشر يصعد غاري آشر على سلم ويضبط مصابيح الغاز وينظف الزجاج بتأن ودقة.

عند نزوله من السلم يلقي نظرة رضا على النور الدافئ الصادر من المصباح خارقا برد ليلة من ليالي الشتاء اللندني.

فرغم التقشف في الميزانية والاقتصاد في الانارة العامة مع تخفيف قوتها، لا تزال العاصمة البريطانية تضم 1500 مصباح يعمل على الغاز وتحتاج الى تدخل الانسان في فترات منتظمة.

فهذا ما تبقى من عشرات الاف المصابيح التي جهزت بها المدينة قبل اكثر من مئتي عام وكانت حينها رائعة تكنولوجية حديثة بثت الحياة في مئات الشوارع الغارقة في العتمة والخطرة ليلا.

واليوم لا يدرك غالبية سكان لندن وجود هذه المصابيح الشاهدة على مرحلة غابرة. الا ان السلطات تحميها وتذهب ايضا الى اقامة مصابيح اخرى كما حصل قرب سوق كوفنت غاردن المسقوف.

والمصابيح القديمة هي مصدر الانارة الوحيد ليلا في متنزه سانت جيمس بارك قرب قصر باكينغهام ناقلة المارة الى اجواء روايات تشارلز ديكنز.

ويؤكد آشر (50 عاما) الذي يشرف على فريق من اربعة مضيئي مصابيح "انها جميلة جدا وتوفر انارة رائعة الطف من تلك التي توفرها الكهرباء".

ونصف مصابيح الغاز هذه لا تزال تعمل بنظام توقيت ميكانيكي ينبغي ضبطه كل اسبوعين. اما الاخرى فمجهزة بجهاز اوتوماتيكي يتطلب تبديل بطاريته كل ستة اشهر اضافة الى اعمال الصيانة.

ويؤكد آشر "اننا نلتمس التاريخ في كل زاوية من زوايا الشوارع. هذا عمل مميز".

وقبل ادخال هذه المصابيح كانت شوارع لندن خطرة ليلا. وكان البعض يستعين بخدمات "لينك بوي" وهم صبيان يحملون مشعلا لتوجيه المارة في العتمة. الا ان "لينك بوي" قد يقود الزبون الى كمين ايضا.

وعرفت لندن اول مشروع لانارة الشوارع في العام 1807 واثار حينها ردود فعل متفاوتة خصوصا بعد حدوث انفجارات لان السيطرة على هذه التكنولوجيا لم تكن تامة.

لكن المصابيح لم تنتشر فعلا الا عندما فرض الملك جورج الرابع تعميمها على الشوارع في العام 1814.

وبعض هذه المصابيح كانت، الى جانب الانارة التي توفرها ، تحرق انبعاثات الميثان المتصاعدة من المجارير مثل "ويب سوير لامب".

ولا يزال احد هذه المصابيح ويحمل اسم "ايرون ليلي" في الخدمة الى جانب فندق "سافوي" قرب نهر التيمز. وبعدما تعرضه لاضرار العام 1950 اثر اصطدام شاحنة به، رمم واستعاد رونقه.

وبقيت الكثير من المصابيح تضاء وتطفأ يدويا حتى السبعينات. وقد صمدت في وجه الغارات النازية ومنافساتها الكهربائية.

اما عدوها اللدود الان فهي حركة السير. وقد تم رفع غالبيتها عن مستوى الطريق لتكون بمنأى عن مرايا الحافلات او الشاحنات الخارجية. الا انها لا تزال تتعرض لاضرار جسيمة.

ورغم ذلك يؤكد ايان بيل من شركة "بريتيش غاز" المكلفة صيانتها، ان "ازالة هذه المصابيح امر غير وارد. بل ان العكس سيحصل بسبب نداءات لنشر المزيد منها".





 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصابيح الغاز في شوارع لندن شاهدة على تاريخ المدينة مصابيح الغاز في شوارع لندن شاهدة على تاريخ المدينة



GMT 15:44 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20 طفلاً يرافقون وزيرة المرأة التونسية في معرض الكتاب

GMT 18:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الشؤون الدّينية التونسية تناقش حوكمة ملفي الحج والعمرة

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 09:48 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

تراجع نسبة التضخم في تونس

GMT 06:30 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

القبض على جماعة تعمل لحساب "داعش" في البليدة

GMT 18:28 2012 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

انتخاب العبادي أمينًا عامًا لـ"العدل والإحسان" المغربية

GMT 16:52 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يكشف عن أسرار جديدة في حياة "ملك العود"

GMT 09:11 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سميرة سعيد تكشف عن رأيها في مواهب برنامج "ذا فويس سنيور"

GMT 03:53 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

ميدالية فضية للرامية راي باسيل في بطولة العرب في الرماية

GMT 09:41 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

رانيا حدادين الناشطة الاردنية تزرع أرزة في جبال لبنان

GMT 22:14 2016 الأحد ,18 أيلول / سبتمبر

مدرب نادي "السماوة" يعلن استقالته من منصبه

GMT 04:17 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

هاشتاق في "تويتر" يدعو لمقاطعة المعلنين في قنوات "MBC"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia