أجواء حميمية في قرية تبعليين خنشلة بمناسبة التويزة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أجواء حميمية في قرية تبعليين "خنشلة" بمناسبة "التويزة"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أجواء حميمية في قرية تبعليين "خنشلة" بمناسبة "التويزة"

"التويزة"
خنشلة ـ واج

عاشت قرية تبعليين ببلدية خيران بأقصى جنوب خنشلة يوم السبت على وقع أجواء حميمية باحتضانها "التويزة" التي تشكل إحدى صور التضامن والتعاون في بعده الاجتماعي والثقافي المستمد من العادات والتقاليد الشعبية التي لا تزال عديد الجهات تتمسك بها حفاظا على هذا الموروث من الزوال  حسب ما لوحظ.
وقد أقيمت هذه العملية التضامنية التي أدرجتها مديرية الثقافة بالتنسيق مع الجمعيات المهتمة بالتراث المحلي في إطار برنامج إحياء شهر التراث (18 نيسان -18 أيار) تحت شعار "التراث الثقافي بين المعرفة والمهارة في زمن الرقمنة" بمنزل ريفي من نمط البناء القديم المبني بالحجارة المصقولة والمغطى بسعف النخيل والتراب يحيط به فناء يعرف محليا ب"الحوش ".
وقد حظي الفوج المتطوع الذي ينتمي أعضاؤه إلى جمعيات محلية تنشط في مجال التراث المادي واللامادي والذي تنقل إلى هذه القرية البعيدة قبل طلوع الشمس على مسافة تفوق 100 كلم لدى وصوله بترحاب كبير من طرف سكان القرية و ذلك على أنغام الموسيقى الفلكلورية و دوي طلقات البارود  قبل التوجه إلى المكان المخصص للجلوس بجانب حائط المنزل لأخذ قسط من الراحة التي تسمى عندهم ب "القعدة" على الزرابي والوسائد التقليدية.
وبعد هذه "القعدة" التي تقدم فيها القهوة وبعض الحلويات التقليدية والعسل يشرع أهل القرية في نشاطهم بتوزيع المهام على الرجال و النساء للقيام بهذا العمل المتمثل في "التويزة" تحت أنظار الوفد الزائر و إطلاعهم بكل ما يتعلق بهذا النشاط الجماعي الذي يتم التحضير له مسبقا حتى يكون متكاملا وجاهزا يوم تنظيمه  حسب ما قاله أحد سكان القرية  عبد الله  الذي تجاوزه سن السبعين إلا أنه لا يزال يتمتع بكامل قواه.وقد لفت عبد الله الذي كان محاطا ببعض رجال القرية وهم يحملون المقصات الوفد إلى متابعة عملية جز صوف قطعان الغنم التي تنطلق مطلع كل فصل صيف لجمع الصوف والانتفاع به وكذا حماية رؤوس الغنم من الأمراض بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيما شرعت النسوة من جهتهن وسط فناء البيت الواسع "الحوش" في تحضير طبق تقليدي يقدم إلى القائمين بعملية جز صوف الغنم في حركة نشيطة.
ويتعلق الأمر بأكلة "الطيمنة" المصنوعة من التمر المحلي و الممزوجة بالعسل والسمن و هو نوع من الذهن الغذائي.  وأشار عبد الله إلى أن هذه الأكلة التقليدية موروثة عن الآباء و الأجداد منذ القدم و عادة ما تقدم بمناسبة أي عمل تضامني أي "التويزة". وتقدم حلوة "الطيمنة"
أو "الرفيس الزراوي" بعد فطور الصباح و قبل وجبة الغذاء لتزيد من نشاط العاملين إلى جانب اعتبارها فأل خير و يقصد بها حمد الله تعالى على نعمه  مشيرا إلى أن "التويزة" التي تقوم بها مجموعة من الأفراد في وقت واحد و في مكان محدد دون تقاضي أجر عليها تمثل عملا تضامنيا خيريا مشتركا. وأضاف عبد الله بأن هذا النشاط الجماعي الممارس منذ القدم والمتعارف عليه ب "التويزة" يسمح بإنجاز أي عمل دون تأخيره عند حلول وقته المناسب على غرار حملات الحرث والبذر والحصاد والدرس وجز صوف الغنم وحفر آبار استخراج المياه و بناء المساكن
وغيرها من الأعمال تتجند لها مجموعة من الرجال وتسخر لها الوسائل التقليدية المتداولة لدى سكان القرية أو "الدشرة".  ويستدعي نشاط "التويزة" المستمدة من عادات وتقاليد المنطقة إضفاء جو من الحماس في نفوس المتعاونين أو المتطوعين و بعث روح التضامن والتآزر التلقائي بين
أفراد المجتمع حفاظا على هذا الموروث و هو "التويزة" التي يتمثل تراثها اللامادي في ترديد الأهازيج و الأغاني الشعبية ومن و المادي في الأشياء المادية المرتبطة بها مثل استعمال الأدوات التقليدية.
كما سمحت هذه الجولة رغم حرارة الطقس للوفد الزائر لهذه القرية النائية والبسيطة ببساطة أهلها الوقوف على أنشطة لا تزال تمارس من طرف الرجال والنساء منها غزل الصوف باستعمال أدوات تقليدية على غرار "القرداش" و "المغزل" و"المشط" و "الحلالة" و "السداية" لنسج الزرابي و الحنبل.  واطلع الوفد من المتطوعين على أدوات أخرى لطهي الطعام ك"القصعة" و"الغربال" و"القعيدة" و "الشكوة" و "الجراب" الخاص باللبن و إعداد الجبن التقليدي و كبوهزة و الكليلة والمطحنة لطحن بعض الحبوب وغيرها من الأدوات والوسائل التقليدية.



 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجواء حميمية في قرية تبعليين خنشلة بمناسبة التويزة أجواء حميمية في قرية تبعليين خنشلة بمناسبة التويزة



GMT 15:44 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20 طفلاً يرافقون وزيرة المرأة التونسية في معرض الكتاب

GMT 18:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الشؤون الدّينية التونسية تناقش حوكمة ملفي الحج والعمرة

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 04:01 2015 الأربعاء ,15 تموز / يوليو

هجر السعودي يتعاقد مع مهاجم النهضة لمدة موسمين

GMT 03:24 2013 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

تصوير "العراف" مستمر في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia