المترجم أدهم مطر المترجم القادم من خلفية أدبية أكثر إتقانًا من الدارس
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

المترجم أدهم مطر: المترجم القادم من خلفية أدبية أكثر إتقانًا من الدارس

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المترجم أدهم مطر: المترجم القادم من خلفية أدبية أكثر إتقانًا من الدارس

دمشق - سانا
ربط بين موهبته الأدبية واحترافه لفن الترجمة فقدم نصوصا تميزت بالأمانة والإضافات الإبداعية من خلال صياغة التعابير المترجمة واستطاع أن يحفر على جبين الإبداع اسمه كمترجم عربي محترف وعاشق لفن الترجمة. المترجم ادهم مطر وهب حياته للترجمة ورأى فيها بابا يفصل بين عالمين قد يكونا متشابهين وغريبين بذات الوقت لدرجة مدهشة مؤكدا في حوار مع سانا أن حارس باب الترجمة الفاصل بين هاتيك العوالم هو المترجم الذي يقبض بفكره على مقبض ذلك الباب الذي ما إن يفتح حتى يمتد جسر التواصل الفكري والمعرفي بين العوالم. ويعتبر مطر أن المترجم كالطاهي المحترف يجب أن يكون لديه ما نسميه النفس الطيب والخبرة اللغوية مشيرا إلى أنه إذا أعطي نص واحد لعدة مترجمين وكل مترجم قام بترجمة ذات النص سيظهر مدى الاختلاف في الطريقة والصياغة وحتى انتقاء المعاني من النص الأصلي. ويؤكد مطر أن المترجم القادم من خلفية ادبية اكثر اتقانا وحرفية من المترجم الدارس فقط والذي تأتي ترجمته جافة باردة تشبه ترجمة الوصفة الطبية الموجودة بعلب الأدوية معتبرا أن العروة الوثقى للمترجم المحترف هي الأرضية الأدبية الصلبة. ويتحدث مطر عن بداياته في الترجمة مشيرا الى أنها كانت في المرحلة الثانوية حيث تأثر بمدرس اللغة العربية الذي كان مهووساً أيضاً بجمال اللغة العربية وكان لأسلوبه المميز بالغ الأثر في تقمصه لطريقته في السرد والشرح وانتقاء الصور البيانية بل واصطياد المعاني القوية والموءثرة إن كانت تأليفا أو ترجمة ويشير الى تأثره ايضا بأستاذ اللغة الانكليزية الذي كان يسحر الطلاب بطريقة إلقائه وبتشجيعه وهكذا اجتمعت لديه أدوات الكتابة وتقنيات الترجمة التي عززها اساتذة الجامعة. وفي رده على سؤال حول ارتباط الترجمة بالموهبة يعتبر ان الترجمة أمانة ولذلك يصر على وضع جملة تقول حرفيا .. إن كل ما ورد في هذا الكتاب انما يعبر عن رأي وأفكار المؤلف وقد تمت الترجمة بامانة وحياد المترجم. وحول قضية الأمانة في نقل النص المترجم يشير مطر الى انها شكلت مفهوما ومفتاحا للمشتغلين بنظرية الترجمة معتبرا أن الأجوبة تتأرجح بين الاعتناء بالأشكال اللسانية للنص المصدر وبين التكيف الحر مع النص فبالنسبة للبعض تكون الترجمة أمينة للنص عندما تحترم المحتوى العام له وبالنسبة للبعض الآخر فالأمانة للنص هي الترجمة الحرفية ترجمة النص كلمة كلمة. وحول التطور الذي حققته الترجمة بالأدب يعتبر مطر أن الإبداع بنية لغوية ذات دلالة إيحائية فليس التواصل في الإبداع إلا هذه الدلالة الإيحائية النابعة من بنيته اللغوية الخاصة وإذا كان أمر الإبداع على هذا النحو يطرح إشكالية التواصل في أي عملية إبداعية على مستوى اللغة المصدر من حيث كون الدلالة التعيينية تتحول إلى دلالة إيحائية فإن الترجمة الأدبية تطرح إشكالية مزدوجة ذلك لأنها تحاول إيجاد بديل ترجمي للدلالة الإيحائية من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف ومن هنا كانت إشكالية العلاقة بين الدال والمدلول في الترجمة الأدبية وهي إشكالية في غاية التعقيد. ويؤكد مطر على أن البنية الإحالية التي يتضمنها النص الأصلي المنقول إلى لغة مختلفة الأنساق النحوية والبلاغية والمعجمية والمشحونة بالأبعاد الحضارية والثقافية والاجتماعية تتغير إلى قراءة تتسم بالاصطناع ورهافة المقصد وقصدية المعنى ما يجعل ترجمة النص الأدبي عملا محفوفا بالمزالق والانزياح المبالغ في صقل المعنى في كسوة إما فضفاضة وإما شديدة الالتصاق إلى حد الاختناق لأجل ذلك كانت الترجمة الأدبية من أصعب أنواع الترجمات لأنها تعتمد بصورة كبيرة على التذوق والتماهي مع خيال المبدع لتكون صورة الترجمة والمادة الأدبية إبداعية غير حرفية. ويعتبر أن الترجمة الأدبية هي علم وفن ومهارة ذلك أن الترجمة الحرفية لا تعطي النص المترجم حقه أو لونه الفني ومدى رفعته وتأثيره في لغته الأصلية فالمدلول في النص الأدبي عائم لا يستقر على حال ولا يشير إليه الدال الحرفي. ويشير إلى أن الترجمة الأدبية تتباين عن العلمية فهي من أصعب أنواع الترجمات لاعتمادها بصورة كبيرة على جوانب عدة علمية وفنية ومهارية وذوقية وهذا يتطلب روحا إبداعية لتكون صورة الترجمة والمادة الإبداعية غير حرفية. ويطرح مطر صعوبات الترجمة الأدبية والتي تتمثل في غموض الإبداع وعدم فهم اللغة المصدر واستيعابها وعدم معرفة حضارة اللغة التي يترجم منها وإليها فالترجمة الأدبية تشدها وتحكمها اللغة بوصفها رؤية للعالم من جهة وحضارة هذه اللغة باعتبارها مهدا لها من جهة أخرى فضلا عن أن الترجمة الأدبية هي الأمانة على المعنى أكثر مما هي أمانة على اللفظ. ومن الإشكالات التي أفرزتها الترجمة الأدبية والتي تتصل بجوهر نظرية الترجمة مفهوم التناظر أو التعادل بين النص المترجم الذي صيغ بلغة الهدف وبين أصله في لغة المصدر فالتناظر مفهوم إشكالي خلافي ينطوي على إشكالية كبيرة ومعقدة لا تتصل بالمضمون فحسب بل بالجانب الأسلوبي والجمالي ذلك أن تحقيقه هو مطلب الترجمات علمية كانت أم أدبية ويضاف إلى ذلك إشكالية ترجمة النصوص ذات الأسلوب التهكمي والفاكهي والساخر فما يثير الضحك والسخرية في لغة ما قد لا يثيرها في لغة اخرى. ومن ترجماته 1/ تاريخ الشرق الاوسط لبيتر ما نسسيلد 2/ كيف يكسب الضعفاء الحروب ايفان اريغرين 3/ فن الحرب استراتيجية القرن الحادي والعشرين لـ /الن ستفنيز/ ومن مؤلفاته القصصية الميت الذي عاد.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المترجم أدهم مطر المترجم القادم من خلفية أدبية أكثر إتقانًا من الدارس المترجم أدهم مطر المترجم القادم من خلفية أدبية أكثر إتقانًا من الدارس



GMT 15:44 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20 طفلاً يرافقون وزيرة المرأة التونسية في معرض الكتاب

GMT 18:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الشؤون الدّينية التونسية تناقش حوكمة ملفي الحج والعمرة

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 03:58 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

أهم الفوائد الصحية للزعتر أو الأوريجانو

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:32 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

تعرف علي أطول الشلالات في العالم

GMT 17:47 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

عامل في مغسلة يحطم سيارة فيديريكو ماركيتي الـ"فيراري"

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia