رسائل حب من بلماكس
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

"رسائل حب" من "بلماكس"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "رسائل حب" من "بلماكس"

استخدام الأحجار المختلفة في كل حقبة للتعبير عن الحب
لندن ـ العرب اليوم

جوليا موغنبورغ، مصممة مجوهرات غير عادية. فإلى جانب أنها فنانة تتعامل مع كل قطعة، وكأنها تحفة فنية قائمة بحد ذاتها، قررت، عندما انتقلت إلى محلها الواقع بـ«مايفير» على بعد خطوات من فندق «كلاردجز» أن يكون أكثر من مجرد محل تزوره الزبونات لشراء ما يجود به خيالها وأنامل الحرفيين الذين تتعامل معهم. كانت تريده أن يكون مزارا فنيا يغذي كل الحواس وفضاء فنيا يحتضن معارض لرسامين ونحاتين ومصممين. منذ عدة أشهر، مثلا، نظمت معرض «مدام غاربو» الذي استعرضت فيه أزياء نجمة أفلام الأبيض والأسود، غريتا غاربو وشارك فيه كل من مصمم الأحذية مانولو بلانيك ومصمم القبعات ستيفن جونز، وقبله عرضت قطع «فينتاج» وأعمال لفنانين معاصرين، وأخيرا، وليس آخرا، نظمت، خلال أسبوع لندن للموضة (لا يزال ساريا) معرضا بعنوان «رسائل الحب». المعرض يؤرخ لتاريخ الحب منذ قديم الزمان إلى اليوم، بما في ذلك حقبتا «الريجنسي» والفيكتوري، وإبداعات بعض القبائل، مثل الزولو. تقول جوليا إن أكثر ما أدهشها خلال غوصها في هذا التاريخ، كيف استعمل الإنسان الأحجار المختلفة في كل حقبة للتعبير عن الحب، مستدلة بعقدين من العقيق نسجتهما نساء من قبيلة الزولو، وعلى ما يبدو يلبسهما الرجال والنساء على حد سواء في فترة المغازلة والتودد للجنس الآخر. ويشير تصميميهما إلى تطور صناعة المجوهرات، كما إلى تطور لغة المخاطبة في هذه القبيلة. فالخامات أصبحت أكثر تطورا والتصاميم تناسب الفترة التي صيغت فيها كذلك الألوان. لكن إلى جانب هذا العقد هناك مجموعة من ماركة «بلماكس» Belmacz بتوقيعها، أي جوليا موغنبورغ، اختزلت فيها كل معاني الحب وقدرتها الفنية العجيبة على ترجمته بلغة تناسب العصر، خصوصا أن أهم ما يميز ماركة «بلماكس» أنها تضج بالحداثة. تشرح جوليا أن هذا المعرض يعني لها الكثير، لهذا يعتبر أول معرض تخصصه للمجوهرات بالكامل مبررة: «لمَ لا؟ فالحب كان ملهما لأجمل الأعمال، لذا كنت أريده أن يكون باذخا ومشوقا في الوقت ذاته، لإبراز تلك العلاقة الأزلية بين الحب والمجوهرات، وكيف استعملت هذه الأخيرة في كثير من الحضارات والثقافات كوسيلة للتعبير عن مكنونات القلب، وأيضا كيف اكتسبت الأحجار تحديدا لغة قوية تم توظيفها في تصاميم مدهشة». لا تنكر المصممة أن عنوان المعرض «رسائل حب» مثير، خصوصا أن لغة المجوهرات غير مكتوبة، لكنها تشرح أن طريقة استعمال ألوان الأحجار والذهب، تجعل لغتها قوية يفهمها الكل، أيا كان الزمان والمكان. وتزيد هذه القوة عندما يتم صقل الذهب وصياغته من قبل حرفي ماهر، ينجح في تحويله إلى قطع مرنة مفعمة بالرقة والحساسية». وبقدر ما كانت أبحاثها في تاريخ الحب ممتعة وغنية، كانت عملية تصميم هذه القطع أيضا سهلة، لأن الحب، كما تقول: «يتغلغل في كل شيء أعمله، ويسري فيه مجرى الدم بالنسبة للإنسان.. الحب بالنسبة لي هو القوة المحركة للإبداع، كما أكدت لي أبحاثي وقراءاتي أنه كان دائما الملهم والقوة الدافعة لشتى الفنون. وقد لفتني أن الاختلاف لم يلمس التصاميم والأحجار فقط، بل أيضا مفهوم الحب الذي أثر على طريقة التعامل مع هذه التصاميم. ففي الماضي، كانت اللغة أكثر لطفا ورقة، ومع الوقت أصبحت المشاعر وطريقة التعبير عنها أكثر سطحية تعتمد على الكلام أكثر من الفعل، خصوصا بعد أن أصبح الكلام مباحا. ربما هذا ما يجعل قطعة مجوهرات في الوقت الحالي أبلغ من الكلام للتعبير عن المشاعر، لا سيما إذا كانت بتصميم فريد ومميز». في نبرة صوتها تستشعر قلقها وهي تتكلم عن تغير مفاهيم الحب عبر الأزمان، الأمر الذي تعيده إلى سيطرة الجانب المادي في عصر أصبح فيه كل شيء متاحا، ولا شيء حصري أو خاص. صحيح أن المجوهرات كانت دائما زينة وخزينة، بمعنى أنه كان لها دائما جانب عاطفي وآخر مادي، لكن في الوقت الحالي، فإن الارتباط بالذهب، كعملة أو كاستثمار، هي فكرة عاطفية أكثر منها ملموسة. فقطعة مجوهرات رائعة منفذة بحرفية عالية وبخامات وأحجار صافية ومنتقاة بعناية، يمكن أن تكون ثروة لا تُقدر بثمن من حيث تصميمها، وليس أحجارها فقط. فقيمتها في هذه الحالة، تعتمد على التصميم وندرة الخامات والقصة التي ألهمت مصممها. أكبر دليل على هذا، مجوهرات دوقة ويندسور أو ماريا فيليكس، إليزابيث تايلور، مارلين ديتريش وتشارلز الأول وغيرهم، فهي مجوهرات ملهمة، وستبقى قصص الحب وراءها تلهب الخيال، وتحكي ألف قصة وقصة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل حب من بلماكس رسائل حب من بلماكس



GMT 17:56 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تعلن عن الترفيع في المنح وفي مقاعد الدراسة للفلسطينيين

GMT 00:48 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

"رشاد تفضل الصلصال الحراري عن "السيراميك

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 16:07 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

«جليكن هاوس» أحدث صيحات سيارات السباق الهيدروجينية

GMT 17:18 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل وأهم السيارات العائلية في 2021

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما

GMT 12:54 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

عرض أزياء أوسكار دي لا رينتا ما قبل خريف 2016

GMT 13:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إنما عاتب على قدري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia