فزورة العمر كله

فزورة العمر كله!

فزورة العمر كله!

 تونس اليوم -

فزورة العمر كله

عماد الدين أديب

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام هو الحياء».

وفى اعتقادى أن صفة الحياء قد اندثرت فى زمننا هذا تحت دعوى حق كل إنسان فى التعبير، وحقه فى إبداء رأيه فى الوقت الذى يراه وبالطريقة التى يريدها.

و«الحياء» لا يعنى الخجل ولكن يعنى التأدب والخلق الكريم فى إبداء الرأى والمطالبة بالحقوق.

يستطيع الإنسان أن يعبر عن وجهة نظره بمائة ألف طريقة وطريقة، تبدأ بلفت النظر برقة ولطف، إلى التعبير عنها بالسباب وقلة الأدب وأشنع الألفاظ البذيئة المتوفرة فى قواميس ومجامع اللغة.

و«الحياء» ليس ضعفاً، ولا هو تعبير عن قلة الحيلة أو نقص فى الشجاعة، لكنه فى حقيقة الأمر تعبير عن قوة فى الشخصية وثقة فى النفس وتأدب فى المعاملة.

ولعل أكثر أحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام تعبيراً عن حقيقة الإسلام، ليس أكثرها فى عدد الكلمات، حينما يقول «الدين المعاملة»

يالهما من كلمتين فيهما بلاغة مئات الكتب يتم فيهما اختصار فلسفة هذا الدين العظيم.

وكأن محور هذه الديانة ليس الكلام المعسول أو التشدق بالشعارات أو العبارات أو التصريحات الزائفة، لكنه الواقع العملى لممارسة الإنسان من خلال معاملته للتعبير ومعاملته للمجتمع المحيط به.

قد يقول الإنسان معلقات من الشعر والغزل فى نفسه لكنه لا يستطيع أن يقنع الناس بحقيقة شخصيته إلا من خلال المعاملة.

ومن خلال المعاملة إذا قال صدق، وإذا وعد أوفى، وإذا عاهد التزم، وإذا أخطأ اعتذر، وإذا استدان سدد ما عليه، وإذا حكم عدل، وإذا خاصم لم يفجر!

نحن بحاجة فى شهر رمضان إلى أن نفك ألغاز أهم فزورة فى حياتنا وهى: كيف نعتنق هذا الدين العظيم ورغم ذلك نحن بهذا السوء فى الخلق والمعاملات؟!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فزورة العمر كله فزورة العمر كله



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 08:09 2012 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

مجلة "فيراري" تصدر تفاصيل سيارتها الجديدة "Ferrari F150 بديلة Enzo"

GMT 13:11 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

كارولينا هيريرا تطرح تصميماتها خلال أسبوع الموضة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia