حالة المجتمع الفاسد

حالة المجتمع الفاسد

حالة المجتمع الفاسد

 تونس اليوم -

حالة المجتمع الفاسد

عماد الدين أديب

نتحدث دائماً عن أخطاء الحكام على مر السنين، ولا نتحدث عن أخطاء المجتمعات.

وقد علّمنا التاريخ أنه إذا كان فساد حاكم على رأس الحكم يُعتبر كارثة فإن فساد المجتمع كارثة الكوارث!

فساد المجتمع يعنى أن يكون الفساد أسلوب حياة وسمة غالبة على طبيعة العلاقات بين القوى السياسية وبين أفراد هذا المجتمع.

مظاهر هذا الفساد هى حرص الجميع على أن تسود الرشوة والسمسرة والمحسوبية وسيادة منطق المصالح الخاصة على المصلحة العامة.

ومن مظاهر هذا الفساد فى المجتمع تدنى مستوى القيم الاجتماعية وتعظيم منطق الخروج على القانون وعدم الاكتراث بالانحطاط الأخلاقى.

ومن مظاهر فساد المجتمع فقدان النخبة لأى دور قيادى وسليم مما يتيح توجيه المجتمع من قبَل من سماهم «سقراط» بالسفلة!

ويقول ابن خلدون: «إن مجتمع العبيد هو مجتمع غير قابل للنهوض»!

لذلك يرى علماء الاجتماع السياسى أن أزمة بعض المجتمعات فى بعض الأزمنة هى وجود حكم رشيد ولكنه يواجه مجتمعاً فاسداً.

ويصف العلماء هذه الحالة بأنها حالة شبه مستحيلة فى الإصلاح لأن المجتمع فى هذه الحالة قد يقضى تماماً على الحاكم المصلح أو أنه ينجح فى النهاية فى تحويل الحاكم الصالح إلى حاكم فاسد.

وتظهر المجتمعات الفاسدة فى أعقاب عقود من ضياع النظام القيمى وتدهور مستمر فى نظم التعليم وافتقاد المجتمع إلى الشفافية وقواعد الحوار السليمة.

الحاكم الفاسد قد يتم إصلاحه فى شهور أو سنوات قليلة. أما المجتمع الفاسد فقد يحتاج إلى عقود أو قرون من الزمن.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة المجتمع الفاسد حالة المجتمع الفاسد



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

أزياء Azzi & Osta خريف وشتاء 2016 - 2017

GMT 18:28 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

الكشف عن سبب غضب جوميز في لقاء "الحزم"

GMT 05:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 19:23 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

مبارك يغادر مستشفى سجن طرة إلى "المعادي العسكري"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia