تدهور التدهور

تدهور التدهور!

تدهور التدهور!

 تونس اليوم -

تدهور التدهور

عماد الدين أديب

أسوأ ما فى محاولة رؤية أو تحليل المستقبل السياسى للمنطقة العربية هو أن البدائل المطروحة هى أسوأ من واقع الحال!

فى كل مرة نقول فى نهاية كل عام إن هذا العام كان أسوأ أعوام العرب، ثم يفاجئنا العام التالى بأنه أسوأ، ثم يأتى الأسوأ فالأسوأ!

فى العراق كنا نعتقد أن حكم البعث بقيادة صدام حسين هو أكثر العهود استبداداً ودموية، والآن وبعد مرور أكثر من عشر سنوات فقط على حكم صدام نترحم على الرجل ونترحم على أيام حكمه التى كان فيها الذى يأمر بالقتل هو رجل واحد، أما الآن فالجميع يقتل الجميع فى العراق.

أيام صدام كان الحاكم عراقياً، وكان قراره من عقله، أما الآن فالقرار السياسى فى بغداد تتم صناعته فى طهران لخدمة مصالح طائفية وعنصرية.

فى ليبيا كنا نعتقد أن حكم العقيد معمر القذافى هو أسوأ عهود الحكم فى تاريخ ليبيا، وبعد أقل من 3 سنوات على اغتيال القذافى، اكتشفنا أنه إذا كان البعض يشكو من جنون الرجل فإن ليبيا تعيش الآن حالة من الجنون الجماعى التى حولتها إلى دويلات وقبائل ومناطق معزولة عن بعضها البعض.

أما سوريا فهى حالة كلاسيكية لنظرية كارثة سوء البدائل!

الحرب الدائرة الآن فى سوريا فى نهاية الأمر سوف تنتهى إلى نتيجة كارثية بصرف النظر عن الطرف الفائز والطرف المهزوم!

مثلاً لو فاز النظام الحاكم، فإنه لن يستطيع أن يستمر فى الحكم لأن فى رقبته دماء 300 ألف قتيل، و3 ملايين جريح و12 مليون لاجئ ونازح وأحقاد طائفية وسياسية يستحيل نسيانها.

ولو فازت قوى المعارضة فإنها سوف تقوم -أول شىء- بتصفية بعضها البعض لأنها جميعاً لا تؤمن بالمشاركة فى السلطة.

ولو انتصرت القوى التكفيرية فى سوريا فإن ذلك يعنى مجازر وتصفيات أبدية ويعنى أيضاً خلق نموذج يهدد دول المنطقة وأهمها لبنان والعراق والأردن بانتقال العدوى إليها.

فى كل مرة نعتقد أننا وصلنا إلى قاع الحضيض نكتشف أن هناك قيعاناً أكثر عمقاً وسوءاً!

كان بودى أن أنقل إليكم صورة متفائلة حول مستقبل المنطقة العربية، ولكن حالة المحلل السياسى هى ذات حالة الطبيب الذى يقرأ نتائج صورة الأشعة المقطعية على مصباح الضوء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدهور التدهور تدهور التدهور



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

أزياء Azzi & Osta خريف وشتاء 2016 - 2017

GMT 18:28 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

الكشف عن سبب غضب جوميز في لقاء "الحزم"

GMT 05:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 19:23 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

مبارك يغادر مستشفى سجن طرة إلى "المعادي العسكري"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia