أزمة السقوط الأخلاقي

أزمة السقوط الأخلاقي؟

أزمة السقوط الأخلاقي؟

 تونس اليوم -

أزمة السقوط الأخلاقي

عماد الدين أديب

فى يقينى أن مصر بحاجة إلى أساتذة طب نفسي أكثر مما هى فى احتياج لأساتذة علوم سياسية أو متخصصين فى الاقتصاد. فى يقينى أن هناك خللاً هائلاً حدث فى نسيج الشخصية المصرية، وفى تركيبتها النفسية خلال السنوات الأخيرة. والمتابع للأحداث اليومية الخاصة بسلوك المواطنين يمكن أن يرصد دلائل على تدهور المعايير القيمية فى سلوك الإنسان المصرى.

كنا نعرف عن الشخصية المصرية أنها بعيدة عن العنف وأقرب إلى التسامح، فإذا بنا نرى سهولة تفجير سيارة مفخخة، وإذا بنا نرى قنابل تنفجر بجهاز ريموت كنترول لا يتم الضغط عليه إلا فى ظل وجود أكبر عدد من الناس حتى يتم إحداث أكبر عدد من الضحايا.

لم يكن إقبال المواطن المصرى على حمل السلاح غير المرخص من سمات الإنسان العادى، فإذا بنا نجد أن هناك أكثر من 12 مليون قطعة سلاح نارى من مختلف الأعيرة فى يد المواطنين. كنا نرى دائماً جدعنة سائق التاكسى الذى يهب لإنقاذ سيارة زميله المحترقة، ويسرع باستخدام طفاية الحريق الموجودة بسيارته لنجدة الزميل مهما كانت تكلفتها أو سعرها مرتفعاً، أما الآن فنحن نرى السيارات تمر دون اكتراث على سيارات محترقة والجثث فيها متفحمة دون توقف سيارة واحدة لفعل شىء. هل أصبحت قلوب الناس أكثر غلظة؟ وهل نقصت الرحمة من نفوس الناس الجدعان؟ أصبحنا نقبل تصديق أى شائعة سلبية تتسرب على الإنترنت لرغبتنا فى قبول مبدأ أن الجميع -بالتأكيد- أسوأ منا! أصبحنا نعشق حالات الاغتيال المعنوى وأصبحت آذاننا تتلذذ بسماع الشتائم فى وسائل الإعلام، وأصبحت أناملنا تكتب حروف كلمات فيها سباب للأب والأم وتنتهك حرمات أشرف الناس.

لم تعد لدينا خطوط حمراء فى ممارسة خلافاتنا، ولم تعد لدينا قواعد أخلاقية فى التعامل الإعلامى مع أحداثنا اليومية. كل شىء قابل للانتهاك، وكل إنسان قابل للتشويه، والجميع ضد الجميع، والكل يكره الكل!

كيف وصلنا إلى هذا السقوط المدمر؟!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة السقوط الأخلاقي أزمة السقوط الأخلاقي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia