لا خلود لأى منصب

لا خلود لأى منصب

لا خلود لأى منصب

 تونس اليوم -

لا خلود لأى منصب

بقلم : عماد الدين أديب

الأزمة الكبرى التى يمكن أن يقع فيها أى مسئول فى منصب مهما كان رفيعاً هى أن تسيطر عليه فكرة غبية وحمقاء ومضادة للتاريخ تقول: «إنه باقٍ فى منصبه إلى الأبد»!

الكارثة الكبرى التى يقع فيها الكثير من البشر على مر التاريخ أنه حى دون أن يفكر أن هناك احتمالاً بأن يموت فى أى لحظة.

لا يفكر أحدهم بمنطق وحكمة «سبحان الله الحى الذى لا يموت».

المطلق الأبدى، والباقى الأبدى الذى كان قبل القبل، وسيبقى بعد البعد هو الله سبحانه وتعالى.

بهذا المنطق يتثبت البعض فى كراسى الحكم والسلطة، ويعتقدون أن سلطان المنصب هو بوليصة التأمين الأبدية التى ستحميه من أى تقلبات أو ردود فعل سلبية من الممكن أن يتعرّض لها.

أى مسئول فى أى زمان أو مكان من الممكن أن تطيح به ثورة شعبية، أو انقلاب عسكرى، أو تغيير وزارى محدود، أو تغيير حكومى شامل.

أى مسئول فى أى زمان أو مكان، قد يوضع تحت طائلة القانون ويجد نفسه خلف القضبان.

أى مسئول فى أى زمان أو مكان، من الممكن أن تصيبه رصاصة مضطرب عقلياً أو إرهابى مجنون.

الذى يبقى من مسيرة أى سياسى هى قائمة إنجازاته للوطن، خصوصاً فى زمن الإنترنت الذى يحفظ كل كلمة قالها وكل حوار تليفزيونى أجراه، وكل مقال كتبه وكل موقف اتخذه، وكل مشروع افتتحه.

الذى يبقى هو إنجاز المسئول، مثل الشارع الذى رصفه، الكوبرى الذى أشرف على بنائه، المستشفى الذى وفر العلاج الكريم، المدرسة التى أضاءت العقول.

نحن فى زمن، كل حرف فيه محسوب على صاحبه، كل قرار هو مكون أساسى من قائمة أعماله.

أخطر ما يمكن أن يصيب أى صاحب سلطة أن يعتقد أنه وحده دون سواه يمتلك الصواب المطلق، وأن غيره على خطأ.

البعض يعتقد من أعماق أعماقه أن غيره لا يفهم شيئاً فى إدارة شئون حياته وأنه -أى المسئول- يحمى الناس من جهلها وحماقتها ومن أخطاء نفسها!

الخطأ الكبير الذى يقع فيه بعض الساسة أن الناس أعطته تفويضاً كى يحكم «معها» وليس «بدلاً» عنها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا خلود لأى منصب لا خلود لأى منصب



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 15:40 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 06:40 2016 الجمعة ,08 تموز / يوليو

اصنعي بنفسك سيروم طبيعي لتنعيم الشعر المجعد

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:30 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نساء برج العقرب والحمل يعشقن السيطرة

GMT 15:21 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

​أحمد صفوت ضيف إذاعة "نغم إف إم" الإثنين
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia