إذا لم تكن لى والزمان شُرم بُرم

إذا لم تكن لى والزمان شُرم بُرم

إذا لم تكن لى والزمان شُرم بُرم

 تونس اليوم -

إذا لم تكن لى والزمان شُرم بُرم

بقلم : عماد الدين أديب

إذا لم تكن لى والزمان شُرم بُرم

فى السنوات الخمس الأخيرة ظهر أسوأ وأفضل ما فى الناس سواء كانوا من النخبة أو من البسطاء.

ومن أسوأ ما ظهر هنا «خيانة الوعد والعهد» على كافة المستويات. أسهل شىء أن تتخلى وأن تطرح أقرب الناس إليك إلى التهلكة كى تنجو أنت وتصبح مهماً وقوياً وصاحب سلطة.

ليس المهم كيف صعدت ولكن الأهم أن تصعد، ولو على جثث الآخرين. قُم ببيع أقرب الناس إليك وسلّمهم للأعداء ما دام ذلك سوف يجعل منك الأقوى والأفضل والأوحد.

إن من كوارث انحطاط الحضارات والمجتمعات «خيانة النخب المثقفة» لقضايا البلاد والعباد، وصمتهم عن قول الحق والدفاع عن قيم «العدل والإنصاف». أصبح البعض يبتلع قول الحق ولا ينطق إلا بالزور، أو يصمت تماماً عن مواجهة الشر والأشرار، ويهرب من محاربة أهل الباطل فيصبح شيطاناً أخرس.

وفى زمن السلطة والقوة والمال تجد الملايين من حولك يمتدحون ليل نهار عظيم خصالك وجميل فضائلك.

فى وقت «العز» يكتبون فيك قصائد المديح التى تتحدث عن الكرم غير المحدود والعبقرية الفطرية والحكمة غير المسبوقة والإلهام الفذ فى اتخاذ القرارات المصيرية.

تجدهم يومياً على بابك، يصطفون أينما ذهبت، يبدون ليل نهار استعدادهم اللامحدود لتقديم أى نوع من الخدمات بدءاً من رغبتهم فى الدفاع عنك أمام خصومك إلى التبرع بإحدى عيونهم من أجل سلامتك.

وفجأة، حينما تهب العواصف عليك وينقلب الحال وتتحول قوتك إلى ضعف، وعندما يتحول وضع حسابك البنكى من دائن إلى مدين، وحينما يستعيد الأمن كشك الحراسة الذى وضعوه أمام بيتك ويُسحب الخط الخاص الرابط 24 ساعة بين بيتك ومراكز صناعة السلطة، تنظر حولك فلا تجد أياً من هؤلاء.

فجأة لا يرد أحد على محادثاتك الهاتفية، ولا يذكرك أى منهم فى مجالسه، ولا توجَّه لك دعوات العشاء الخاص أو لحضور أفراحهم.

فجأة أنت خارج الدائرة، غير وارد فى الحسابات، مطرود من مجتمعاتهم وحساباتهم الاجتماعية.

لا أحد يتقدم لك بالعزاء، ولا أحد يلبى دعواتك للمناسبات السعيدة. فجأة لن يزورك أحد فى المستشفى حينما تمرض، ولن يرفع أحد سماعة الهاتف لتهنئتك بنجاح ابنتك فى المدرسة أو إعلان خطوبة أكبر أبنائك. إنه مجتمع سقوط القيم والمبادئ بعدما تعرّض لحالة من التشوه والانحطاط الأخلاقى.

إنه مجتمع انتهت فيه «كلمة الشرف» والوفاء بالعهد والوعد، وعدم الحنث بالقسم. إنها لحظة الصدق الصادمة التى تكتشف فيها أنك تحيا زمن الكذب والخيانة وبيع الضمائر.

إنه زمن تغيير المبادئ بشكل يومى مثلما يقوم البعض بتبديل جواربهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا لم تكن لى والزمان شُرم بُرم إذا لم تكن لى والزمان شُرم بُرم



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia