ماذا يريد أردوغان

ماذا يريد أردوغان؟

ماذا يريد أردوغان؟

 تونس اليوم -

ماذا يريد أردوغان

بقلم : عماد الدين أديب

كنت دائماً أتمنى لتركيا أن ينجح نموذجها فى الديمقراطية والتنمية وأن تتمكن من أن تكون مثالاً لدولة ناهضة ذات بريق مثل حالة ماليزيا.

وكان حماسى لتركيا وماليزيا أن يكون هناك مثال لدول إسلامية ناجحة يحتذى بها بين العالم الإسلامى، وأن يشكل هذا النجاح رداً على تلك المقولة الحقيرة التى تربط المسلمين بالتخلف وعدم قدرتهم على إقامة حكم رشيد ونظام محترم بالمقاييس المتعارف عليها عالمياً فى عالم اليوم.

وفى بداية وصول رجب طيب أردوغان، وداود أوغلو، وجول فى قيادة حزب العدالة والتنمية لم تكن هناك مشكلة فكرية وسياسية.

وكنت أعتقد أن أردوغان -بالذات- رجل يطبق مواقف مبدئية بعيداً عن لعبة «السيرك السياسى»، وانتهازية المصالح التى دمرت قواعد النظام الدولى الحالى.

ولكن..

يصل المتتبع لسياسة أنقرة ومواقف حكومتها فى الآونة الأخيرة إلى حالة من الحيرة والاضطراب من تبدل وتضارب مواقفها الأخيرة.

بالنسبة لإيران، وقفت أنقرة موقف الشريك التجارى، ثم الخصم السياسى أثناء الحرب الأهلية السورية، ثم عادت عن مواقفها بعدما تم الإعلان عن الإفراج عن الأرصدة الإيرانية حتى تحصل على جزء من «كعكة المصالح».

ومع إسرائيل، كانت العلاقات الأمنية وفى مجال صناعة التسليح بين تل أبيب وتركيا من أقوى ما يكون، ثم عادت وتوترت بعد حادث سفينة المساعدات التركية «مرمرة» لغزة، وأخيراً دون سابق إنذار عاد شهر العسل بين أنقرة وتل أبيب وأعلن أردوغان ونتنياهو الخبر بسعادة غامرة.

وفى الشأن السورى، كانت العلاقات الشخصية بين أردوغان وبشار الأسد من أفضل العلاقات، ثم توترت عقب الحرب الإجرامية ضد الشعب السورى، وطالب أردوغان بمنطقة حظر طيران، ثم توقف عنها، وطالب بدعم المعارضة السورية وتوقف عنها، واحتضن النازحين، ثم طالب بفاتورة التكلفة.

وعقب إسقاط الجيش التركى لمقاتلة روسية، تصرفت أنقرة كأنها قوة عسكرية عظمى، ثم عادت فى الأسبوع الماضى، وقدم أردوغان شخصياً ورسمياً خطاب اعتذار لبوتين ولأسرة الطيار. وتم الحديث عن ترقب لقاء بين بوتين وأردوغان.

ومنذ أيام جاءت تصريحات غامضة من رئيس الوزراء عن الموقف من مصر، واحتمالات المصالحة، ثم عادت أنقرة وقالت إن موقفها لم يتغير، لأن موقفها المبدئى هو «دعم الديمقراطية ورفض الانقلابات العسكرية»!

هنا يطرح الإنسان السؤال: هل إيران ديمقراطية؟ وهل قيصر روسيا ديمقراطى؟ وهل نظام الحكم فى العراق غير طائفى ومضاد للسنة؟

المبادئ لا تتجزأ، أما الانتهازية السياسية فهى لعبة مكشوفة لا مستقبل لها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يريد أردوغان ماذا يريد أردوغان



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 15:40 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 06:40 2016 الجمعة ,08 تموز / يوليو

اصنعي بنفسك سيروم طبيعي لتنعيم الشعر المجعد

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:30 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نساء برج العقرب والحمل يعشقن السيطرة

GMT 15:21 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

​أحمد صفوت ضيف إذاعة "نغم إف إم" الإثنين
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia