متى نعرف الحقائق

متى نعرف الحقائق؟

متى نعرف الحقائق؟

 تونس اليوم -

متى نعرف الحقائق

بقلم : عماد الدين أديب

متى نستطيع أن نعرف بشكل موضوعى ومستقل حقيقة أهم أحداث ووقائع تاريخنا؟

فى الدول الديمقراطية التى تحترم شعوبها يتم تشكيل لجنة خبراء مستقلة عن أى تدخّل أو سيطرة مباشرة أو غير مباشرة كى تقدّم تقريراً للأمة وللتاريخ عن حقيقة وقائع الأحداث الكبرى التى تؤثر فى حركة ومسار تاريخ الأوطان.

أذكر ذلك بعدما اطلعت على أهم ما جاء فى تقرير «تشيلكوت» البريطانى الذى قامت به لجنة مستقلة لمدة 7 سنوات عن الغزو الأمريكى - البريطانى للعراق عام 2003.

وبلغ حجم التقرير 2٫5 مليون كلمة غطت المرحلة من 2001 إلى عام 2009 واعترف بأخطاء كبرى اتخذتها الحكومة البريطانية -حينئذ- برئاسة رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير فى مبدأ المشاركة فى الحرب والأخطاء والتكاليف التى تحملتها بريطانيا نتيجة هذا القرار.

ومبدأ التقارير المستقلة عن الوقائع والأحداث الكبرى أصبح أمراً أساسياً منذ الحرب العالمية الثانية، وعن أسباب الحرب، وهناك آخر ألمانى عن كوارث وضحايا النازية، وثالث فى فرنسا حول مشاركة الجيش الفرنسى فى حرب السويس.

وفى إسرائيل، شكلت الحكومة لجنة عن التقصير فى حرب 1973، وعن مذبحة صابرا وشاتيلا، وعن أسباب الانسحاب من جنوب لبنان.

وفى واشنطن شكلت الإدارة الأمريكية لجاناً عن «أزمة خليج الخنازير» الشهيرة، وعن اغتيال الرئيس الأسبق جون كيندى، وعن أخطاء حرب فيتنام، وعن فضيحة «ووترجيت»، التى أطاحت بالرئيس الأسبق ريتشارد نيسكون.

وأشهر اللجان الأمريكية مؤخراً كانت عن واقعة مونيكا لوينسكى وعلاقتها بالرئيس بيل كلينتون، التى عرفت بلجنة القاضى المستقل «ستار».

وشكل الكونجرس الأمريكى لجنة تحقيق عن أحداث 11 سبتمبر 2001، وعن حرب العراق، وعن اغتيال السفير الأمريكى بليبيا، وعن سوء استخدام هيلارى كلينتون بريدها الإلكترونى، حينما كانت وزيرة للخارجية، وقد تم تكليف جهاز المباحث الفيدرالية بعمل هذا التقرير.

فى الوقت ذاته، نحن لا نعرف بالضبط ماذا حدث فى حرب فلسطين، ولا فى حرب السويس، ولا أسباب هزيمة عام 1967، إلى قائمة طويلة من الملفات المخيفة مثل أسباب فساد التعليم أو مَن المسئول عن تفشى «فيروس سى» فى بلادنا، إلى حقيقة ما حدث فى ثورة يناير 2011، إلى تقييم موضوعى لعام الحكم الذى أمضاه الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى.

أحداث عظمى، ووقائع كبرى، وملفات مصيرية تختفى حقائقها دون أن يعرف الناس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى نعرف الحقائق متى نعرف الحقائق



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 17:56 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

توقعات بنزول امطار وارتفاع نسبي لدرجات الحرارة فى تونس

GMT 23:14 2016 الإثنين ,07 آذار/ مارس

رمضان صبحي يرحل عن "الأهلي" في نهاية الموسم

GMT 14:27 2016 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أرشد الصالحي يروي تفاصيل هجوم مسلحي "داعش" على كركوك

GMT 04:42 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات رسم الحواجب بالماسكارا

GMT 00:24 2020 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس صن داونز يُخطِّط لتولي منصب رئاسة الاتحاد الأفريقي

GMT 07:47 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

"البلاد" يطرح بطاقة "فيزا انفنت" لعملاء البنكية الخاصة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia