«لمن المـلك اليوم»

«لمن المـلك اليوم»؟

«لمن المـلك اليوم»؟

 تونس اليوم -

«لمن المـلك اليوم»

بقلم - عماد الدين أديب

من يمتلك أى شىء، يخطئ تماماً حين يعتقد أنه المالك الأصلى والحقيقى له!

من يمتلك المال، أو السلطة، أو القوة، أو الشهرة، يجب أن لا يعتقد أنه وحده، دون سواه، هو مصدر هذا المال أو السلطة أو القوة.

المالك الأصلى والوحيد، والمسبب الحصرى لكل هذه الأمور، هو الخالق وليس المخلوق.

مالك الملك، هو من يهب ويأخذ، هو من يعطى وينزع، وهو على كل شىء قدير، سبحانه ليس كمثله شىء.

كلامى هذا قد يعتبره البعض «دروشة»، أو نوعاً من «التواكل»، أو تفسيراً نسبياً لعالم مادى تعتمد فيه كل عناصر السلطة والمال والقوة على أدوات ووسائل منهجية وهياكل علمية متعارف عليها.

هنا يصبح الكلام - نظرياً - صحيحاً، ولكن ضرورة الأخذ بالأسباب لا تعنى انعدام وجود المسبب الأساسى فى كل عناصر القوة والسلطان والشهرة.

مالك الملك هو وحده دون سواه المسيطر، والمدبر، والمطلع على كل ما كان، وكل ما يكون، وكل ما كان يمكن أن يكون، وسيكون.

إدراك هذه الحقيقة هو شرط لازم وأساسى لكل من يتمسك بسلطة أو مال أو أداة قوة حتى يفقد بوصلة روحه الإنسانية، ويفقد موازين عقله، ويعتقد - خاطئاً - أنه هو مصدر الحركة والقرار والمصير.

كثيراً ما تلعب سلطة المال أو الحكم أو بريق الشهرة بالعقول غير الفاهمة، والأرواح غير الصافية، والنفوس غير المتصالحة مع نفسها ومع الكون.

آمن بنفسك، آمن بقدراتك، لا ترضَ إلا بالأفضل، ولكن عليك دائماً أن تعلم أن سعيك كان، وما زال وسيظل، كله بيد الله.

قد يمنعك الله من سلطة أو مال أو قوة كى يعطيك ما هو أفضل، أو يحميك من مخاطر أو كوارث قد تطيح بك وبحياتك.

وقد يعطيك الله فوق ما تتصور كى يختبر حجم شكرك وعرفانك له، وأسلوب تصرفك فى السلطة أو المال، أو درجة استيعابك للشهرة.

فهم علاقة الخالق بالمخلوق، أو مالك الكون بالمملوك، وصاحب الأمر النهائى بالمأمور، وجبار السماوات والأرض بعباده هو مسألة جوهرية فى اتجاه بوصلة أى صاحب قرار.

السلطة مفسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وطوق النجاة الوحيد من الوقوع فى شرَك عدم التوازن والغرور وغطرسة القوة هو الإيمان بأن الله وحده هو مصدر القوة الوحيد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لمن المـلك اليوم» «لمن المـلك اليوم»



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 10:36 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

البرازيلي بيليه يكشف أهم مزايا الفرنسي مبابي

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:59 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

ترامب يغادر مؤتمره الصحفي بشكل مفاجئ

GMT 13:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اصابة رئيس بلدية الزعفران بكورونا في الكاف

GMT 17:18 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان أحمد العوضي يشارك متابعيه بصورة جديدة

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق معرض "سيتي سكيب غلوبال 2018" العقاري في دبي

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

24 آذار.. ليكن يوما لتجذير الإصلاح

GMT 08:45 2021 الإثنين ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

1718 قضية زواج عرفي في تونس خلال الخمس سنوات الأخيرة

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رابطة الدوري الإسباني توسع وجودها إلى صعيد مصر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia