نظرية هوّ كده

نظرية "هوّ كده"

نظرية "هوّ كده"

 تونس اليوم -

نظرية هوّ كده

بقلم : عماد الدين أديب

هناك مقولة شعبية عميقة تلخص بدقة الحالة العدمية والعبثية التى تحياها النخبة السياسية المصرية منذ فترة، وهى تلك التى تقول: «قلنا لهم ده تور.. قالو احلبوه».

ما زلنا نعيش فى مرحلة عدم منطقية وجنون المحاولة الدائمة «لحلب الثور».

هذا العناد العقلى، والهيستيريا الفكرية التى نحياها أدت إلى إنجاب حالة نظرية «هوّ كده».

«هوّ كده» هى إصرار صاحب الرأى على فكرة غير منطقية، أو رأى بلا أسانيد أو خبر عار من الصحة تماماً حتى لو أثبت لك الـ7 مليارات مواطن الذين يشكلون تعداد سكان كوكب الأرض عكس ما تقول.

نظرية «هوّ كده» لا تستند على فكر سياسى أو مبدأ أخلاقى أو معلومات مؤكدة أو عقل قابل للجدل أو نظرية مطروحة للحوار.

نظرية «هوّ كده» هى إصرار الحمقى وفاقدى المنطق والذين يعانون من خلل مرضى فى الإدراك.

نظرية «هوّ كده» تجعلك ترفض أى مرجعية فكرية، وغير قابل لتصديق أى معلومات، ومصراً على تكذيب أى مصدر من أعلى إلى أدنى مستوى فى أى سلطة سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو أى شخصية عامة.

نظرية «هوّ كده» هى القانون الوحيد الذى يحرك أصحاب الآراء العبثية على وسائل الاتصال الاجتماعى.

نظرية «هوّ كده» هى التى تجعل البعض يسب الآخرين دون سند، ويرفض تصديق أى إنجاز حتى لو رآه أمامه رأى العين.

نظرية «هوّ كده» تبرر الفوضى والقتل والتفجير والتخريب وتعطى لأصحاب هذه الجرائم كل المبررات وكل الحق فى فعل أى شىء مهما كان يخالف الشرع والمنطق والقانون والأخلاق.

وأذكر أنه أثناء ثورة يناير سألت المذيعة أحد المتظاهرين عن رأيه فى موضوع فأعطاها معلومات كاذبة ضد العقل وبعيدة تماماً عن الواقع المعيش وعن مسار الأحداث الحقيقية فأجابها بمنتهى الثقة: «والله ده رأيى واحنا فى ثورة وكل واحد منا حر فى رأيه».

أنت حر فى رأيك، ولكن لست حراً فى صناعة خيالات وأكاذيب مضادة للحقيقة.

للأسف الشديد نحن نعيش عصر «هوّ كده»، عصر تزوير الحقائق بقوة الصوت العالى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية هوّ كده نظرية هوّ كده



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia