المزايدة على أرواح الشهداء عمل حقير وإجرامى

المزايدة على أرواح الشهداء عمل حقير وإجرامى!

المزايدة على أرواح الشهداء عمل حقير وإجرامى!

 تونس اليوم -

المزايدة على أرواح الشهداء عمل حقير وإجرامى

بقلم : عماد الدين أديب

أشعر بغضب شديد تجاه موقف بعض قوى المجتمع تجاه العملية الإجرامية الأخيرة التى قادها الإرهاب التكفيرى المدعوم من قوى الشر فى غزة.

وحينما يعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عن الجريمة تجاه أبطالنا فى الجيش، فإن المنطقى والأخلاقى والإنسانى، هو أن نقف مع جيشنا ضد هؤلاء القتلة الذين استباحوا دماء وأنفساً حرم الله قتلها.

ونحن نكاد أكثر المجتمعات التى يقف فيها بعض الناس مع القاتل ضد القتيل، ومع المجرم ضد الضحية، ومع الإرهابى ضد الشهيد!!

وكثير منا أصبح خبيراً عسكرياً يفهم فى فنون القتال وحروب الميليشيات وإدارة الجيوش، ويعطينا محاضرات حول كيفية تأمين سيناء ضد الإرهاب.

أعرف أن كل شىء قابل للنقاش والجدل، وأن حرية التعبير شىء متكامل لا يتجزأ، ولكن هناك أموراً تقنية متخصصة يصعب على غير المتخصص أن يخوض فيها دون علم.

أنا مثلاً لا أستطيع مناقشة جراح مخ وأعصاب فى أسلوب استئصال ورم من المخ، ولا أستطيع أن أناقش عالم فيزياء نووية فى تفاصيل تفتيت الذرة، ولا أستطيع مناقشة هيئة المساحة العسكرية فى معاهدة ترسيم الحدود البحرية التى أقرتها الأمم المتحدة عام 1988.

المسألة إما أننا نثق فى خبرة الخبراء ووطنيتهم، أو أن نعيش إلى الأبد فى حالة من الشك اللانهائى والعبث المطلق والعدمية المدمرة لكل شىء، وكل قرار، وكل إنجاز.

وألف باء حروب الميليشيات ضد الجيوش النظامية تقول الآتى:

1- إن حرب الميليشيات ضد الجيوش النظامية هى حرب كر وفر.

2- إن أزمة الجيل الرابع من الحروب أنك تحارب عدواً بلا عنوان ثابت أو موقع جغرافى محدد، لذلك يسمى «العدو الافتراضى».

3- إن الميليشيات هى التى تملك المبادأة ضد الجيوش أو الدول، لذلك تمتلك ما يعرف بعنصر المفاجأة، وبالتالى هى التى تختار الهدف والتوقيت والأسلوب والإمكانيات.

4- إن اختيار الإرهاب التكفيرى للأهداف يقوم على مبدأ البحث عن هدف قليل العدد من الناحية البشرية، وقليل العدة العسكرية، وتتم مهاجمته بقوات تبلغ 3 أضعافه بشرياً وبتسليح أكبر حتى تحقق أكبر قدر من الخسائر.

الآن عرفنا هوية العدو هذه المرة، بعدما أعلن «داعش» عن مسئوليته، وأعلنت قيادة الولاية الإسلامية عن مقتل أحد قيادييها وحددته بالاسم، وبعدما أعلن مسئول فى الجيش الإسرائيلى أن 4 من القيادات السابقة فى الجناح العسكرى لحماس قادت هذه العملية.

لا يجب أن يمنعنا إيماننا بالقضية الفلسطينية ولا تعاطفنا مع الشعب الفلسطينى، ولا حوارنا الإيجابى الدائر الآن مع قيادات حماس فى القاهرة، عن الرد.

لا بد من الرد حتى لو كان فى الإسكيمو أو فى غزة، ولا بد أن يعرف هؤلاء أن دماء أبطالنا لن تذهب هباء، وأن أرض مصر ليست مستباحة لجرائمهم الممولة من الخارج.

وليتوقف الفلاسفة عن جرح كرامة الشهداء، ولتتوقف عمليات المزايدة على أرواح الذين يموتون حتى نعيش فى أمان.

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المزايدة على أرواح الشهداء عمل حقير وإجرامى المزايدة على أرواح الشهداء عمل حقير وإجرامى



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 18:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 09:11 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فريق نادي "النصر" يكتسح "نجران" بخماسية ودية

GMT 02:55 2017 الأحد ,05 آذار/ مارس

"بونت لاند" تتحدث عن سبب اعتقال شيخ قبلي

GMT 07:36 2014 الأحد ,22 حزيران / يونيو

12 مسلسلًا على قناة "أيه أر تي" حكايات في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia