نظرية «أنا أولاً» دعوة للجحيم

نظرية «أنا أولاً» دعوة للجحيم

نظرية «أنا أولاً» دعوة للجحيم

 تونس اليوم -

نظرية «أنا أولاً» دعوة للجحيم

بقلم : عماد الدين أديب

هناك حالة وطنية نرجسية تجتاح العالم تشكل تراجعاً حاداً عن منهج التحالفات والاندماجات الإقليمية والاتفاقات الاقتصادية والتجارية التى كانت تنظم العالم الجديد.

نحن الآن أمام منطق أن كل دولة تضع نفسها، وتضع مصالحها الذاتية قبل أى مصالح أى قوى أو هدف آخر.

كان منطق التحالفات، مثل الاتحاد الأوروبى أو مجموعة الآسيان أو مجموعة النافتا تقوم على تنازل كل دولة عن جزء من سيادتها أو مكاسبها مقابل الهدف الأكبر وهو هدف التكامل.

كان جوهر التحالفات أن «الجزء» يتنازل من أجل «الكل».

الآن حدثت حالة ردة عنيفة تجاه هذا الأمر، مثل قول دونالد ترامب «أمريكا أولاً»، وقول مارى لوبان: «فرنسا أولاً».

واستفتاء الشعب البريطانى للخروج من الاتحاد الأوروبى تحت شعار «بريطانيا أولاً» وقوة وتنامى تيارات اليمين فى ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا.

هذا المنهج الانعزالى هو أخطر ما يهدد العالم فى بدايات هذا القرن.

وهذا المنهج، كما علمنا التاريخ، كان سبباً لاندلاع أخطر الحروب العظمى فى التاريخ.

نابليون خاض حروبه من منظور فرنسا سيدة العالم.

وهتلر دمر أوروبا من منطلق الفكر النازى العنصرى الذى يرى سيادة الجنس الألمانى الأبيض المسيحى على كل العالم.

وجنون العظمة أصاب زعماء تضاعفت لديهم مشاعر القوة والسلطة دون أى دليل، مثل صدام حسين ومعمر القذافى، وكيم إيل سونج وأبنائه وأحفاده وفيدل كاسترو.

كل من يعتقد أنه قادر على أن يحيا وحده فى هذا العالم المتشابك والمتداخل يخطئ خطأً مميتاً.

لا يمكن لأى دولة أن تقوم على جثث الآخرين تحت شعار «أنا أولاً».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية «أنا أولاً» دعوة للجحيم نظرية «أنا أولاً» دعوة للجحيم



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia