ممارسة الديمقراطية باستبداد

ممارسة الديمقراطية باستبداد

ممارسة الديمقراطية باستبداد

 تونس اليوم -

ممارسة الديمقراطية باستبداد

بقلم : عماد الدين أديب

كان الزعيم الصينى ماوتسى تونج وهو يقود «ثورته الثقافية» يرى أن خير وسيلة لتطوير بلاده عقب الخلاص من الاستعمار البريطانى والحرب ضد إدمان الأفيون هى ممارسة الديمقراطية باستبداد.

كان يؤمن بنظرية المستبد العادل، وهى صفة متناقضة؛ لأن الاستبداد يقتل العدالة، والعدالة معاكسة تماماً للاستبداد.

منطق «الكنترول» أو السيطرة على الإدارة أحياناً يكون لدى بعض الزعامات التاريخية هو الحل عقب أزمنة يكون فيها خطر تهديد مشروع الدولة متربصاً بسيادة وسلامة ووحدة البلاد والعباد.

الأزمة ليست فى السيطرة على الإدارة، ولكن يبقى السؤال هل هذا مشروع أبدى لا نهائى لا توجد فيه طاقة نور من أنوار الحرية فى نهاية النفق؟

سيطرة الجنرال بارك تشونج هى فى كوريا الجنوبية أقامت النهضة الاقتصادية، وبعدها دخلت كوريا مرحلة المعجزة الاقتصادية، ثم التعددية السياسية والانفتاح السياسى إلى الحد الذى عزلت فيه رؤساء ورؤساء حكومات وأدانتهم بالحبس تحت سقف دولة القانون.

سيطرة لى كوان يو فى سنغافورة أدت إلى تحويل بلاده من الأكواخ والصفيح إلى أعظم مستوى للمعيشة فى العالم وأكبر حوض عائم للسفن على كوكب الأرض.

واستطاع مهاتير محمد أن يمسك مفاتيح إدارة البلاد فى ماليزيا ليصبح المعلم الأكبر الذى نقل بلاده إلى مصاف واحدة من أكبر الدول المصدرة فى العالم.

وسواء كنت تحب رجب طيب أردوغان أو تكرهه فإنه استطاع أن يخلق صيغة ذكية من الإمساك بالبلاد تعد ثقيلة فى ظل نظام تعددى وانتخابات حقيقية ويحقق أعلى معدلات للتنمية فى تاريخ تركيا الحديثة.

النظريات كلها تتكسر الآن على صخرة الواقع السياسى فى العالم، وعلينا أن نتأمل ما يحدث ولا نتعامل مع الأحداث كأننا حالة ليس لها مثيل.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممارسة الديمقراطية باستبداد ممارسة الديمقراطية باستبداد



GMT 03:59 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

حروب أهلية تجتاح العالم

GMT 03:57 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

خيار واحد وحيد للنظام الإيراني

GMT 03:54 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

انتفاضة البازار!

GMT 03:51 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

لقاء «ترامب» و«بوتين»: تقسيم مناطق النفوذ!

GMT 03:46 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

فزورة صفقة القرن!

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 18:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 09:11 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فريق نادي "النصر" يكتسح "نجران" بخماسية ودية

GMT 02:55 2017 الأحد ,05 آذار/ مارس

"بونت لاند" تتحدث عن سبب اعتقال شيخ قبلي

GMT 07:36 2014 الأحد ,22 حزيران / يونيو

12 مسلسلًا على قناة "أيه أر تي" حكايات في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia