مسألة القهر البيروقراطي

مسألة القهر البيروقراطي

مسألة القهر البيروقراطي

 تونس اليوم -

مسألة القهر البيروقراطي

عماد الدين أديب

نحن أكثر نخبة سياسية فى العالم تبرر وتفسر كل شىء على أنه سياسى!

فى كثير من الأحيان تكون المشكلة سوء إدارة أو ضعف أداء أو نقص كفاءة.

أزمة جماعة الإخوان الكبرى كانت قلة خبرة بالحكم، وجهلاً بأصول الإدارة السياسية وندرة الكفاءات السياسية والاقتصادية القادرة على إدارة شئون البلاد والعباد.

تعالوا نتأمل مجموعة من الأخطاء التاريخية التقليدية التى نقع فيها بصرف النظر عن طبيعة النظام أو الاتجاه السياسى لمن يحكم.

مثلاً نحن أسوأ من ينظم مؤتمراً أو حفلاً أو مناسبة وطنية.

نحن أسوأ من ينظم ضغطاً جماعياً على مطار أو ميناء نتيجة ظرف طارئ أو موسم سفر أو حج أو عمرة.

نحن أسوأ من ينظم مخارج أو مداخل لمجمع كبير أو استاد كرة قدم. نحن أصحاب أعقد وأصعب نظام ورقى أو مستندات للحصول على تصريح أو ترخيص بالعمل أو البيع أو الشراء.

نحن الدولة الوحيدة فى العالم التى تطالب بتوقيع اثنين من الموظفين لإثبات وجود صاحب الوثيقة على قيد الحياة.

نحن أصحاب أعقد نظام انتخابى يتفاخر سواء فى حجم الأوراق المطلوبة أو فى الإجراءات المصاحبة لعملية الترشح.

كل شىء صعب ومعقد فى حياة المواطن، بدءاً من استخراج شهادة ميلاد إلى عمل بطاقة شخصية إلى استمارات أوراق التجنيد إلى شهادات المؤهل العالى إلى فتح حساب فى البنك إلى عمل رخصة سيارة وصولاً لإجراءات تسجيل منزل أو شهادة وفاة!

يعيش المواطن المصرى من ميلاده حتى وفاته وهو أسير لنظام بيروقراطى صارم يعانى منه ليل نهار ولا يعرف أى وسيلة للفكاك مِن قيوده غير الفساد والرشوة من أجل «تسليك» الأمور! ذلك كله يؤكد نظرية بالغة الأهمية وهى أن الإنسان فى مصر لا يعانى من قهر الأمن كما يعتقد البعض، لكنه يعانى بالدرجة الأولى من تهم البيروقراطية.

قهر النظام البيروقراطى هو عنصر «النكد» الرئيسى الذى يحول حياة المصريين إلى شبه مستحيلة، وهو السبب الرئيسى لهجرة الشباب إلى أقصى بلاد العالم، وهو الدافع الرئيسى للهجرة غير الشرعية للهروب من جنون تعقيدات الحياة والعمل فى هذا البلد.

أى إصلاح حقيقى وأى ثورة إيجابية فى مصر لا يمكن لها أن تنجح إلا حينما تتغلب على نظام القهر البيروقراطى لواحدة من أقدم البيروقراطيات فى العالم منذ عهد الفرعون الأول حتى تاريخه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسألة القهر البيروقراطي مسألة القهر البيروقراطي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 18:13 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 04:41 2013 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

"الحر" أصبح جاهزًا لضرب الجيش السوري بسلاح الجو

GMT 00:54 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

زهور جديدة تتفتح دومًا من "فان كليف آند آربلز"

GMT 13:03 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

أم تقتل ابنتها بـ"إيد الهون" في "البحيرة"

GMT 11:30 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تعرف علي قائمة موضة ألوان أزياء شتاء 2019
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia