محاولة إحداث ثقب في المركب

محاولة إحداث ثقب في المركب!

محاولة إحداث ثقب في المركب!

 تونس اليوم -

محاولة إحداث ثقب في المركب

بقلم: عماد الدين أديب

نحن شعب يتطرف فى المحبة لمن يحب ويتطرف فى العداء تجاه من يعادى!

وفى الحكم على الأشياء يصعب أو يندر أن تجد من لديه رؤية موضوعية غير شخصانية مجردة من مشاعر الحب والتقديس أو الكراهية والرغبة فى الثأر. هذه الحالة التى تصل بالأمور إلى حدودها القصوى وتبعدها عن التقييم أو التحليل العلمى الموضوعى هى آفة العقل السياسى المصرى وهى التى تبعدنا عن الوصول إلى الحق والحقيقة!

وخير نموذج لحالة التجاذب وحالة الاستقطاب السياسى التى نحياها هى حالة الحكم على ثورة 30 يونيو 2013.

نحن فى صراع بين جمهور 30 يونيو الذى يؤمن تماماً بأنها ثورة شعبية عظيمة جاءت تعبيراً عن رفض الشارع لنظام حكم الإخوان الذى فشل فى إدارة شئون البلاد بعدالة ونزاهة وكفاءة. أما الفريق الثانى، وهو التيار الأقل عدداً وقوة، هو تيار جماعة الإخوان مدعوماً ببعض قوى ثوار 25 يناير 2011 الذى يرى فيما حدث فى 30 يونيو هو بمثابة انقلاب عسكرى على حكم شرعى بقيادة الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان.

وفى ظل هذه الرؤية المتصادمة لكل طرف، فإن كل صاحب رأى يعتبر نفسه الحق الكامل ويعتبر خصمه الخطأ المطلق. نحن فى صراع كل طرف يشيطن الآخر بشكل لا يوجد فيه أى مجال لقبول وجوده أو مجرد إمكانية الاستماع إليه.

حالة الاستقطاب الحاد هذه التى تحول كافة المواقف إلى صدام حتى الموت لا يمكن لها أن تنتهى إلا بقيام طرف بتدمير الآخر!

وفى حقيقة الأمر أن معظم هذه المعارك تنتهى بخسائر مدمرة للطرفين. لقد وصلنا إلى مرحلة فى الصراع أصبحت جماعة الإخوان تشعر فيه بأن احتمالات سقوط نظام ثورة 30 يونيو ضئيلة للغاية لذلك لجأت فى الآونة الأخيرة إلى مجموعة من التكنيكات اليائسة مثل:

1- التركيز الإعلامى من قبَل وسائلها على أن النظام فى مصر يكاد ينهار بين يوم وآخر.

2- ترديد نغمة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون أى مبرر قانونى أو سبب سياسى.

3- التركيز على مسألة ارتفاع الأسعار ومشاكل الحياة اليومية بعدما فشلت آثار العمليات الإرهابية.

نحن الآن فى موجة جديدة من الصراع المجنون الذى تتبناه قيادة تنظيم الإخوان فى الخارج وهى موجة عبثية عدمية لن تصل بالصراع إلا إلى شكل جديد من أشكال المواجهة السلبية.

إن منطق محاولة الإساءة للنظام الحاكم فى مصر عبر رفع سعر الدولار فى الصرافة، أو تسخين مشاعر البسطاء بسبب ارتفاع الأسعار أو مشاكل الخدمات هو مشروع عبثى مدمر لن يضر بالنظام فحسب ولكن سوف تتسع أضراره لكل الوطن.

إنه ذات المنطق الذى يقوم فيه شخص بعمل ثقب فى مركب يركب فيه انتقاماً من ركاب آخرين!!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة إحداث ثقب في المركب محاولة إحداث ثقب في المركب



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 06:58 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مشعل بن ماجد يرعى غداً الحفل الختامي لمسابقة جامعة جدة

GMT 12:08 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

4 أخطاء عليك تجنبها في تصميم غرف النوم

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

كريري مديرًا للكرة في نادي "الهلال" السعودي

GMT 18:02 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يقيل هيرفيه رينار ليصبح أول مدرب يترك منصبه هذا الموسم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia