دولة الجنون الكامل

دولة الجنون الكامل

دولة الجنون الكامل

 تونس اليوم -

دولة الجنون الكامل

عماد الدين أديب

لو أراد الله سبحانه وتعالى أن يحكم بين الناس مباشرة لفعل، فهو القادر على كل شىء، لكنه أقام شرع الله بين الناس كى يكون هادياً لهم فى كل زمان ومكان.

إذن الحكم لله من خلال شريعته، وليس من خلال أشخاص يدعون أنهم يحكمون نيابة عنه أو بتفويض منه فتصبح المعادلة أن من يؤيد هؤلاء يصبح «مع» الله ومن يخالفهم يصبح «ضد» الله.

الله لم يعط توكيلاً لأحد، لذلك تنزهت ذاته العليا عن أن يكون له شبيه أو مثيل، فهو ليس كمثله أحد، وهو لم يلد ولم يولد، لذلك فهو الذات الوحيدة التى كانت قبل القبل وستبقى بعد أن يفنى كل شىء.

هذه الحقائق التى تبدو منطقية للوهلة الأولى هى أساس وجوهر تحديد علاقة الإنسان بالكون وبالخالق.

وبرغم وضوح تلك الحقائق فإننا ما زلنا نعانى من هؤلاء الذين يحكمون وكأنهم -أستغفر الله- يتقمصون صفة الخالق.

ما زلنا نعانى ممن يقتل الأبرياء ويحكم عليهم بالموت مدعياً أن ذلك هو «أمر الله».

ما زلنا نعانى ممن يتهمنا بالكفر والإلحاد والفرار من الزحف يوم الجهاد تحت تفسيرات مغلوطة خاصة به، يرفضها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكأن لهؤلاء تفسيرهم الشخصى الخاص بهم لشرع الله.

وكأن هناك مجموعة من البشر لديها الحق الحصرى فى إعطاء صكوك الإيمان وتنفيذ قرارات الخطف والغزو والسلب والنهب والتفجير والإعدام.

هذا النوع من الجنون الهستيرى هو الذى يعدم الصحفيين الأجانب ويذبح المسيحيين ويدمر كنائسهم، وينزع عن المسلمين صفة الإيمان.

هذا النوع من الجنون يدعونا إلى دولة خلافة إسلامية، والله وحده يشهد أنها ليست دولة وليست إسلامية.

إنها دولة الجنون الكامل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة الجنون الكامل دولة الجنون الكامل



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia