جنون المبدع وإرهاب المؤمن

"جنون المبدع" و"إرهاب المؤمن"

"جنون المبدع" و"إرهاب المؤمن"

 تونس اليوم -

جنون المبدع وإرهاب المؤمن

عماد الدين أديب

هل حرية الرأى، وحرية التعبير هما فى المطلق؟

عبارة: «هذا رأيى وأنا من حقى أن أعبر عن نفسى بأى طريقة»، هل هى عبارة بلا ضوابط ولا قيود؟ هل منطق «أنا حر» فيما أفعل وفيما أقول مسألة منفلتة هكذا بلا أى حدود؟

الذى نعرفه أنه لا حرية دون مسئولية، ولا حريات دون ضوابط ينظمها القانون، وإلا تحولت إلى فوضى.

هذه القضايا أثيرت بقوة عقب مسألة مجلة «شارلى إيبدو»، والسؤال حول حق التعبير ومساحة الإبداع الفكرى وحدودهما إذا ما اصطدما بالأديان والمقدسات والرموز الدينية.

والمنطق والأخلاق والعادات والتقاليد تقول إن هناك خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه فى التعامل مع ما هو مقدس.

وأى محاولة لتحطيم المقدس فى الدين هى اعتداء صارخ على الذات الإلهية وعلى الرسل والأنبياء الذين أوفدهم الخالق للبشرية.

بعض المفكرين والأدباء والفنانين فى الغرب يقول إن واجبه كمثقف ومفكر هو تحطيم المقدس وفك كل الخطوط الحمراء حينما يتم التعامل مع الدين والرسل والأنبياء.

وتحت هذا المنطق فإن كل الشخصيات الدينية، وكل الرموز، وكل الرسل، وكل الأنبياء، بل والذات الإلهية فى حالة استباحة دائمة دون ضوابط أو قيود أو حتى ردع أو عقاب مجتمعى أو قانونى.

هذا المنطق، وهذا المفهوم لا محل لهما فى ثقافتنا الشرقية التى تقدس الخالق سبحانه وتعالى، وتحترم رسله وأنبياءه، وتكرم وتبجل رسالاتها جميعها لأنها من وحى الله.

فى ثقافتنا نحن نؤمن بأن إهانة أى رسول من رسل الله هى إهانة إلى ذات الله سبحانه وتعالى، وبالتالى فإن من يعتدى على رسول الله، فهو يعتدى على الله الذى وهبنا الحياة، ودبر لنا كل شىء فى هذا الكون.

ثقافة الاستباحة هى ثقافة الخندق المضاد لثقافة الاحترام والتوقير والتقديس للرموز الدينية.

هذا كله يفسر حالة المواجهة التى تكاد أن تتحول إلى حضارية بفعل تحطيم المقدس من قبَل الغرب وسلوك العنف والقتل والإرهاب من قبَل الشرق.

الفاعل والمفعول كلاهما فى النار!

من يعتقد أنه «مبدع» ومن يعتقد أنه «مؤمن» سوف يفجران هذا العالم!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنون المبدع وإرهاب المؤمن جنون المبدع وإرهاب المؤمن



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 18:13 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 04:41 2013 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

"الحر" أصبح جاهزًا لضرب الجيش السوري بسلاح الجو

GMT 00:54 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

زهور جديدة تتفتح دومًا من "فان كليف آند آربلز"

GMT 13:03 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

أم تقتل ابنتها بـ"إيد الهون" في "البحيرة"

GMT 11:30 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تعرف علي قائمة موضة ألوان أزياء شتاء 2019
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia