الاعتدال في ظل الإرهاب

الاعتدال في ظل الإرهاب

الاعتدال في ظل الإرهاب

 تونس اليوم -

الاعتدال في ظل الإرهاب

عماد الدين أديب

من قوانين التاريخ الراسخة فى علوم سقوط ونهوض الحضارات أن «الاعتدال» قرار شديد بصعوبة وأن العنف والاستبداد هما الاختيار الأسهل لأى حكم وحاكم.

و«الاعتدال» مشتقة من معنى أن «يعدل» الإنسان الشىء المعوج أو أن يعدل بمعنى العدل.

والاعتدال لا يعنى الضعف أو الاستسلام، ولكن يعنى إعطاء الحقوق كاملة لأى طرف بصرف النظر عن ماهيته أو لونه أو جنسه أو جنسيته أو طبقته.

والاعتدال لا يمكن أن يتم فى ظل معايير مزدوجة تتغير بتغير الشخص ومدى علاقتنا به.

الاعتدال منهج سياسى ورؤية أخلاقية وأسلوب إنسانى فى إدارة الأمور والأزمات.

ومن أصعب الأمور: اللجوء إلى الاعتدال فى ظل عالم من العنف والقتل والتفجيرات، لأن ذلك قد يتم تفسيره من قِبل الذين يمارسون الإرهاب على أنه حالة من الضعف أو الرضوخ لابتزاز العمليات الإرهابية.

والاعتدال هو الوسطية، كما جاء فى القرآن، وكما جاء فى السنة النبوية المطهرة قولاً وفعلاً.

لذلك، شعرت بسعادة بالغة حينما صرح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لقاءاته بالصحفيين الخليجيين أمس الأول بأن «مواجهة الإرهاب لا تأتى إلا بالاعتدال».

وأنا على ثقة أن مفهوم الاعتدال كما قاله الرئيس السيسى لا يعنى إسقاط البندقية فى مواجهة الإرهاب، أو الاستسلام للعنف ولكنه -على حد فهمى- كان يقصد أن الفكر المعتدل هو المصل المضاد الذى يُعطى إلى مرضى التفكير والعنف والإرهاب.

أزمة تطبيق سياسة الاعتدال هى اختيار التوقيت المناسب لاعتمادها.

البعض يقول: إن الاعتدال ممكن فى ظل جنون وهيستيريا الخصم أو العدو كما كان يفعل الزعيم الهندى المهاتما غاندى فى مواجهة الاحتلال البريطانى، وهو ما عُرف باسم سياسة القوة السلبية.

البعض الآخر يؤمن بأن الاعتدال يمكن اعتماده فى ظل المواجهة الأمنية للإرهاب، بمعنى تطبيق سياسات معتدلة سياسياً بالتوازى مع سياسات أمنية فيها مواجهات.

أما البعض الثالث فيؤمن بأن يتم الاعتدال والعفو والمصالحات لمرحلة ما بعد هزيمة الإرهاب أمنياً.

ترى أى منها يصلح للحالة المصرية؟!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتدال في ظل الإرهاب الاعتدال في ظل الإرهاب



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:01 2021 الأربعاء ,28 إبريل / نيسان

عياض اللومي يعلن استقالتة نهائيأً من حزب قلب تونس

GMT 20:45 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

نادي "النصر" يدرس عروضًا صينية للبرازيلي نيمار

GMT 04:25 2012 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

خيري رمضان يعود إلى"سي بي سي" الأربعاء

GMT 22:24 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

"مقدمة ابن خلدون"على قائمة أكثر الكتب مبيعاً
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia