الإعلام في الطائرة المخطوفة

الإعلام في الطائرة المخطوفة

الإعلام في الطائرة المخطوفة

 تونس اليوم -

الإعلام في الطائرة المخطوفة

بقلم : عماد الدين أديب

أخطر ما فى مسألة اختطاف الطائرة المصرية من «برج العرب» إلى «لارنكا» هو السلوك الخطير لوسائل الإعلام.

يجب أن تكون لنا وقفة حساب مع النفس فى قواعد التعامل مع الأحداث والأخبار.

كما يُدرسون للطلاب فى كليات الصحافة فى العالم، فإن هناك عناصر رئيسية للخبر الصحفى، وهى: من، ماذا، متى، أين، كيف؟ وحتى يكون الخبر صحيحاً يجب التأكد من هذه العناصر من مصادر موثوقة ومتعددة، حتى يمكن التأكد من مصداقيتها.

إذن الخبر الصحفى يجب أن يكون صحيحاً، ويجب -أيضاً- أن يكون كاملاً غير منقوص.

لدينا فى صحافتنا هذه الأيام أزمة فى قدر الالتزام بالحرفية الصحفية فى التعامل مع الأخبار.

هذه الأيام، الشائعة هى الخبر!

هذه الأيام، مصدر الخبر ليس أبطاله، لكن ما ينشر اعتباطاً أو عن عمد على مواقع الإنترنت!

هذه الأيام، الرغبة فى السبق فى النشر مهما كان الثمن، ومهما كانت مصداقية الخبر ضعيفة، هى الأساس.

هذه الأيام، سرعة النشر أهم من صدقية الخبر واكتماله.

تأملوا بعمق كارثة نشر المعلومات هذه الأيام، ينشر أحدهم شائعة يتناقلها غيره على موقع آخر، ثم تنتشر على بقية المواقع، فتقوم قناة تليفزيونية بتداولها، فتنشرها الصحف الصباحية على أنها خبر صحيح فى صدر صفحاتها الأولى.

ويتعامل المجتمع، وأجهزة الدولة، والرأى العام مع «الخبر المكذوب» على أنه حقيقة كاملة.

ويصاب ضحية هذا الخبر بشظايا الأكاذيب وتتضرر مصالحه وتُصاب عائلته بالعار والخجل والاكتئاب.

وهيهات أن تحاول أن تُصحح الخبر.

وهيهات أن تحاول إزالة آثاره المدمرة عليك وعلى أسرتك وعلى سمعتها.

ظللنا أمس الأول نتهم راكباً بأنه الخاطف، بينما كان مخطوفاً.

وظللنا نتكهن بدوافع الخاطف، دون أن نعرف هويته الحقيقية.

وكانت المفاجأة المذهلة الكبرى حينما أصر بعض الزملاء والزميلات فى المؤتمر الصحفى لوزير الطيران المدنى، على معرفة إجابات قاطعة وحاسمة، بينما الطائرة ما زالت تحت الاختطاف، وبينما سلطات التحقيق القبرصية لم تبدأ بعد التحقيق مع الركاب الذين أفرج عنهم.

فى حالات الأزمات والكوارث والحوادث، يجب أن تكون مسألة سلامة الناس أهم من السبق الصحفى.

يجب علينا كإعلاميين أن نتحلى بقدر أكبر من المسئولية الأخلاقية والأمانة الصحفية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام في الطائرة المخطوفة الإعلام في الطائرة المخطوفة



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:01 2021 الأربعاء ,28 إبريل / نيسان

عياض اللومي يعلن استقالتة نهائيأً من حزب قلب تونس

GMT 20:45 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

نادي "النصر" يدرس عروضًا صينية للبرازيلي نيمار

GMT 04:25 2012 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

خيري رمضان يعود إلى"سي بي سي" الأربعاء

GMT 22:24 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

"مقدمة ابن خلدون"على قائمة أكثر الكتب مبيعاً
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia