نقول الحمد لله بصدق

نقول الحمد لله بصدق

نقول الحمد لله بصدق

 تونس اليوم -

نقول الحمد لله بصدق

معتز بالله عبد الفتاح

هناك ميل فطرى لدى البشر للربط بين السعادة، وما لا يملكون، وهى آفة إنسانية يولد الإنسان بها، ويعيش بها ولا يتخلص منها إلا من يعطيه الله الحكمة.

نحن نعيش فى زمن لو قارنا ما فيه من نعم بما كان عليه الأقدمون لأدركنا فضل الله علينا، ولشكرناه شكراً كثيراً.

أرسل لى صديق الكلمات التالية:

لو علم «قارون» أن بطاقة السحب الآلى، التى فى جيوبنا تغنى عن مفاتيحه التى يعجز عن حملها أشداء الرجال، هل سيخرج متبختراً فرحاً؟!

أى أننا ببطاقة ائتمان صغيرة تكون لنا القدرة على الشراء دون الحاجة للرجال الأشداء، الذين كانوا يحملون مفاتيح خزائنه.

ولو قيل لكسرى فارس إن الكنبة التى بصالات بيوتنا أكثر راحة من عرشه، فهل سيكون بغطرسته؟!

فنحن نعيش فى زمن تتوفر فيه من أسباب الراحة البدنية ما لم يحصله الأقدمون مهما بلغ ثراؤهم.

ولو رأى «قيصر» المكيف الصحراوى لطرَدَ عبيده الذين يحركون الهواء من فوق رأسه بريش النعام، فكيف لو علم بمكيفات «الإسبيلت»؟!

ولو مرّت سيارة (كورولا) أمام هولاكو، وهو مرتحل فرسه، هل سيعدو بفرسه بخيلاء وتكبّر؟!

يشرب هرقل من قنينة فخّار ويشرب النعمان من قربه ويحسدهم من حولهم على برودة الماء، فكيف لو شربوا من ثلاجة المياه الموجودة فى بيوتنا؟!

ويصب عبيد الخليفة المنصور الماء الحار مع البارد، ممزوجاً ليستحم وينظر لنفسه نظرة زهو، فكيف لو استحم بجاكوزى؟!

ورحلة الحج تمكث بالأشهر على ظهور الإبل ورحلة حجنا تحتاج ساعات قليلة فى بطون الطائرات المكيفة!!

ونعيش عيشة لم يعشها الملوك، بل لم يحلموا بها، ومع ذلك الكثير منا يندب حظه، فكلما اتسعت عينك ضاق صدرك، الحمد لله على نعمه التى لا تعد ولا تحصى.

قال تعالى:

«وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى».

[طه: ١٣١]

احمدوا الله على نعمه، فهى حقاً كثيرة، وأدخلوا خالق الكون فى معادلة الحياة، فهو صاحب الفضل، والنعمة فضل والتمتع بها فضل، فقد توجد النعمة ولا نستمتع بها، وكأنها نعمة منزوعة البركة والعياذ بالله.

وهكذا يبدأ الإنسان يتعلم أن يواجه حوادث الزمن بالكثير من التروى والاعتدال والتوازن بحثاً عن الحكمة وليس فقط العلة، إن استطاع. ومن الكلمات التى تحمل هذا المعنى: «لا تحمدن أحداً على فضل الله، ولا تذمن أحداً على ما لم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره. وإن الله بفضله وعدله قد جعل الروح والفرج فى الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن فى السخط والشك. سبحانه، يعطى من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله. سبحانه، قد يعطى وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطى. وقد تأتى العطايا على ظهور البلايا، وقد تأتى البلايا على ظهور العطايا. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً، وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقول الحمد لله بصدق نقول الحمد لله بصدق



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 13:52 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 29-10-2020

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 08:12 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

راشد الغنوشي يعاين الأضرار نتيجة الحريق في مقر النهضة

GMT 08:52 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

اصدار ديـوان الشعر السوري لمحمد سعيد حسين

GMT 18:58 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي أنيجو يدخل قائمة المرشحين لتدريب المغرب الفاسي

GMT 09:09 2013 السبت ,16 آذار/ مارس

"كيوتل" تدرس شراء حصة اتصالات في المغرب
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia