العالم السايب يعلم الاسد الحرام

العالم السايب يعلم الاسد الحرام

العالم السايب يعلم الاسد الحرام

 تونس اليوم -

العالم السايب يعلم الاسد الحرام

علي الامين
تغيير الاسد والنظام ليس مطلبا دوليا ملحاً اليوم لذا لا تسوية النظام يراهن على تململ السوريين من كلفة تغيير "مستحيل" الاهتمام الدولي والعربي بالثورة السورية يتراجع، وما كان يروج له من دعم سياسي وتوجه نحو تأليف حكومة منفى عشية تشكل الائتلاف السوري المعارض قبل اشهر لم ينفذ شيء منه، ولا حتى تحويل ملف سورية الى المحكمة الجنائية الدولية. هذا فيما تتنامى حال التململ لدى دول الجوار السوري من ازدياد اعدادالنازحين. حتى تركيا باتت حذرة من استقبالهم، ومتشددة في رفض قيام منطقة عازلة تشكل منطلقا للمعارضة السورية، ومساحة جغرافية لحكومة المنفى المفترضة. والى هذه المؤشرات يتحدث معارضون سوريون عن موقف اميركي منكفىء لجهة الدعم السياسي للمعارضين السوريين، وموقف اوروبي بارد ومتراجع عما كان عليه قبل تشكل الائتلاف السوري. وكما بات معروفا فقد وفر عدم تجانسالمعارضة في المستوى السياسي وفي الميدان العسكري، مترافقا مع انخراط تنظيم القاعدة في المواجهة مع النظام، فرصة الانكفاء الدولي والعربي عن دعم المعارضة، والتخلي عن الوعود السياسية الدولية التي اطلقت في سياق دعم الثورة. في المقابل نجح داعموا النظام السوري في منع انهياره، واظهرت السياسة الروسية كفاءة في النفاد من التردد الدولي، وضبابية مرحلة ما بعد سقوط الاسد، واستخفاف المعارضة السورية بدور سورية ونفوذها في صمود نظام الاسد وحمايته، الى تثبيت موقعها كطرف اساسي ومقرر في مستقبل سورية. وكا الموقف منطلقا من ثابتة لديها ان سورية آخر معاقل روسيا على "المتوسط"، لذا يشكل الحفاظ على المصالح الروسية في هذا البلد تحدّ معنوي واستراتيجي لها. فيما نجحت ايران نسبياً في استثمار التناقض الاميركي - الروسي لتوفير ما امكن من شروط صمود النظام، ضمن استراتيجية اعتمدتها منذ بداية الثورة السورية، تقوم على هدف اساسي مفادها ان صمود النظام وعدم انهياره كافيان لتوفير منطلق هجومي لايران في المعادلة الدولية حول سورية. خصوصا ان المؤشرات الدولية تظهر الى حدّ كبير ان روسيا هي المايسترو وليس ايران في بحث الملف السوري دوليا. إذاً، إنكفاء اوروبي اميركي، يقابله تقدم روسي -ايراني، وفّر حالة انتعاش للنظام السوري، ومزيدا من الارباك في صفوف المعارضة السورية، التي تظهر عجزها حتى الآن عن ان تستلم السلطة فيما لو اسقط الرئيس الاسد، او قرر التنحي. كما عجزت حتى الآن عن الحدّ من محاولات النظام منع حدوث تسرب يعتد به من قبل الأقليات باتجاه الثورة. واثبت النظام السوري، الذي انكفأ بشكل صريح الى بنيته الامنية والاقلوية، قدرة على الصمود ومنع انهيار القاعدة الصلبة التي توفرها هذه البنية. ولن يفاجأ السوريين ولا الدول المحيطة إذا أوغل النظام السوري في سعيه المستمر لإظهار الثورة قاعدية الهوى، او دفعها نحو التشدد والفوضى. فهو عمل جاهداً منذ بداية الثورة على استفزاز المشاعر الدينية للمسلمين السُّنة، وهذا ما أصبح يعرفه الجميع. وما قصف المساجد وتدنيسها، وامتهان المصاحف وحرقها، وتسريب الصور المتلفزة التي يجبر فيها الناس على الكفر، إلا ممارسات متعمدة تدخل في هذا الباب. ولكن هل يمكن ازاء ما تقدم الحديث عن ان الموقف الاميركي والاوروبي تخلى عن الاستثمار في الثورة السورية؟ رغم غياب الدعم النوعي للمعارضة، الذي يمكن أن يوفر احداث تحول نوعي في مستقبل النظام السوري، فإن من غير المنطقي توقع ان يغيب هذا الدور. هو في منطقة بين منطقتين، فلا هو في منطقة دعم المعارضة والثورة وصولا الى التدخل العسكري المباشر، ولا هو ايضا في منطقة صوغ تسوية في مجلس الامن الدولي يدرك ان شروطها غير متوفرة ما دام تغيير الاسد والنظام ليس مطلبا دوليا ملحاً اليوم. في المقابل تبدو سورية بين رهانين، واحد يتبناه النظام عبر مفاقمة كلفة الثورة من قتل ودمار وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، مراهنا على تململ السوريين من كلفة تغيير مستحيل. ورهان لم تزل الثورة السورية منخرطة فيه: عنوانه ان بقاء النظام السوري مكلف لكن التسليم ببقاء النظام، قاتل ولن ينال السوريون من بقائه الا المزيد من الاكلاف السياسية والدموية والاخلاقية. لذا فالمواجهة مستمرة بين نظام موغل في الدمار والقتل، ومعارضة لا يجمع بين مكوناتها حتى الآن الا الخلاص من الاسد ونظامه. نقلاً عن جريدة "البلد"
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم السايب يعلم الاسد الحرام العالم السايب يعلم الاسد الحرام



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 10:36 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

البرازيلي بيليه يكشف أهم مزايا الفرنسي مبابي

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:59 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

ترامب يغادر مؤتمره الصحفي بشكل مفاجئ

GMT 13:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اصابة رئيس بلدية الزعفران بكورونا في الكاف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia