عيد الكلمة

عيد الكلمة!

عيد الكلمة!

 تونس اليوم -

عيد الكلمة

طلال سلمان

وجاءنا العيد، مرة أخرى، في ميعاده السنوي، لتهطل علينا أسباب المعرفة والمتعة المحملة على أجنحته متعددة اللون والموضوع، شعراً ونثراً، تجارب لجيل جديد وإضافات لأجيال سبقت إلى العطاء وما تزال قادرة على المزيد منه.

جاءنا العيد، متخطياً أكوام النفايات وتجارها، من سبق منهم فجنى الثروات ومن انتبه، متأخراً، إلى حجم الربح الذي تعطيه المطامر أو المحارق أو الاكتشاف الجديد متمثلاً في بواخر التصدير إلى بلدان قد لا تكون بارزة على الخريطة لكنها قابلة لأن تستوعب نفايات بلاد الأرز.. بشرط ألا تكون فيها صور لزعمائه السياسيين ونوابه الميامين وقادته الملهمين الذين يرى كل منهم في نفسه رئيساً بما يلغي الحاجة إلى رئيس للجمهورية بل وللجمهورية ذاتها، ولا تحتاجهم تلك البلاد البعيدة التي نستغل فقرها لجعلها مكبات لنفاياتنا التي تبين أنها تدر ذهباً خالصاً..

جاءنا العيد، إذن، قافزاً من فوق متفجرات قتلة الأطفال والشباب والصبايا والشيوخ، سواء كانوا يهمون بالدخول إلى المسجد، أو يسعون إلى المقهى للتلاقي مع أقرانهم فيخوضون ـ عبر الشاشة ـ مباراة نظرية في كرة القدم، بالحماسة لهذا الفريق أو ذاك. تمنحهم لحظات من المتعة والتنافس النظري مع مشجعي الفريق الآخر.

جاءنا العيد بمئات من الكتب الجديدة، فيها دواوين شعر تحمل القرّاء على كلمات مجنحة إلى متعة النغم وزركشة الصورة بالأخيلة ولادة الحكايات عن "الناس المغرمين"، وعن العاشق الذي يحاول تصيد معشوقه بالموسيقى ذات الأجراس... وفيها روايات عن الحب: فيها الهجر وفيها الصد وفيها متعة التلاقي وفيها اللوعة وحرقة الغياب، وفيها الجنس وقد أطلق سراحه، فصار مصدر الإبداع بالكلمات أو بالآهات أو بالنقاط وهي أفصح ما يكبر عن المكنونات..

انه العيد، للكبار ومتوسطي العمر والفتيان المستجدين والذين مكنهم الكومبيوتر بمشتقاته الفصيحة من أن يكسبوا جمهوراً لديوانهم الأول من خلف ظهر وسائط النشر التقليدية أو من فوق رأسها.

و "السفير" تحتفي بهذا العيد السنوي للكتاب بملحق خاص يعرِّف بالجديد فيه من غير ان يهمل قدامى المناضلين بالكلمة والآهات والبحث الجدي ومحاولة تقديم العالم الذي لما نعرفه، والذي يقدم المعرض هذه السنة فرصة إضافية للتعرف إلى المبدعين بالنص المشرق والموسيقى التي يستولدها الشعر ويطلقها تنعش الناس كافة، فضلاً عن كتب الأبحاث والدراسات والمذكرات واليوميات التي يغلفها فرح الإنجاز من خارج "الرقابة" التي حطم أسوارها الشوق إلى الحرية.. ولو كفوضى ممتعة!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد الكلمة عيد الكلمة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 10:36 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

البرازيلي بيليه يكشف أهم مزايا الفرنسي مبابي

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:59 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

ترامب يغادر مؤتمره الصحفي بشكل مفاجئ

GMT 13:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اصابة رئيس بلدية الزعفران بكورونا في الكاف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia