السياسة البريطانية في مهب الريح

(السياسة البريطانية في مهب الريح)

(السياسة البريطانية في مهب الريح)

 تونس اليوم -

السياسة البريطانية في مهب الريح

بقلم - جهاد الخازن

 السيدة تيريزا ماي ستترك رئاسة الوزارة البريطانية خلال أيام بعد أن فشلت في إقناع البرلمان بالموافقة على صفقة لها مع الاتحاد الأوروبي بعد الانسحاب منه.

السيدة ماي أصبحت رئيسة للوزراء في تموز (يوليو) ٢٠١٦، بعد أن نظّم سلفها ديفيد كاميرون استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي فاز به طلاب الخروج، وهي عرضت خطة لتبقى بريطانيا في بعض عناصر الاتحاد والبرلمان رفضها في كل مرة عرضت عليه.

هي خسرت الغالبية الصغيرة لحزبها في البرلمان بعد أن دعت إلى انتخابات نيابية، إلا أنها عملت بجد واجتهاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العلاقة مع الاتحاد الأوروبي. هي ستترك ١٠ داوننغ ستريت في السابع من هذا الشهر، والاتحاد الأوروبي أغلق الأبواب في وجه اتفاق مع بريطانيا.

قبل ترك رئاسة الوزارة ستستقبل السيدة ماي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سيأتي إلى بريطانيا في زيارة رسمية تبدأ غداً الإثنين، وهو يملك أفكاراً عن كيفية الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنها في سوء الجدار الذي يريد بناءه مع المكسيك لمنع المهاجرين من أميركا الوسطى من دخول بلاده.

هي قالت الأسبوع الماضي وهي تعلن عزمها على ترك رئاسة الوزارة، إن على الرجل (أو المرأة) الذي سيخلفها أن يجد طريقاً إلى الأمام يمثل نتيجة الاستفتاء الذي انتهى بفوز طلاب الخروج من الاتحاد. أقرأ أن بوريس جونسون، وزير الخارجية في حكومتها يوماً، هو المرشح الأول لخلافاتها إلا أنني أراه يمينياً متطرفاً، وأرى أن السيدة ماي أفضل منه ألف مرة لقيادة البلاد إلى بر السلامة في ضوء نتائج الاستفتاء.

عندما تسلّمت السيدة ماي رئاسة الوزارة كانت هناك سبع مشاكل وعدت بمواجهتها، إلا أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سبق كل مشكلة أخرى، وهي فشلت في الحصول على تأييد لمشروعها الخاص بالانسحاب.

المشاكل الأخرى شملت الفقراء في بريطانيا، وهناك إحصاءات تقول إن الفقراء في بريطانيا سيموتون قبل بقية المواطنين. الرجل سيموت قبل ٩.١ سنة من الثري والمرأة قبل ٦.٩ سنوات. السيدة ماي كانت قد وعدت بزيادة ٢٠ بليون جنيه على مخصصات الصحة خلال خمس سنوات. نتائج هذه الزيادة لا تزال غير ملحوظة إلا أنني كمواطن أؤيدها.

من المشاكل الأخرى ما يواجه السود في بريطانيا، فالنظام القضائي ضدهم أكثر مما هو ضد مخالفي القوانين من البيض. السيدة ماي أنشأت لجنة لمواجهة التمييز ضد المواطنين من غير البيض.

أيضاً الشباب من البيض الذين يعملون حظهم في دخول الجامعة أقل من الآخرين في دخول الجامعات. يتبع هذا أن الطلاب في المدارس الحكومية حظهم أقل في الوصول إلى أعلى الوظائف من طلاب المدارس الخاصة.

وثمة مشكلة في بريطانيا أقرأ عنها باستمرار، فالمرأة العاملة تتقاضى مرتباً أقل من مرتب الرجل في أداء العمل نفسه، أيضاً إذا كان المواطن يعاني من مشاكل في صحته العقلية فليس هناك مساعدة من الحكومة لحل مشكلته، أيضاً الشباب سيجدون أنه من الصعب جداً عليهم أن يملكوا بيتاً يعيشون فيه ويتزوجون ويجعلونه مقراً لأسرة.

أخيراً، أريد أن أذكّر القارئ أن المحافظين والعمال خسروا الانتخابات للبرلمان الأوروبي. حزب نايجل فاراج الذي يريد الخروج من الاتحاد الأوروبي نال ٢٩ مقعداً، والليبيراليون الديموقراطيون نالوا ١٦ مقعداً والعمال عشرة مقاعد والخضر سبعة مقاعد، والمحافظون أربعة مقاعد وبعدهم ثلاثة أحزاب لواحد مقعدان ولاثنين مقعد واحد.

أرجو ألا يكون بوريس جونسون، الذي يؤيده ترامب لرئاسة الوزارة، رئيس الوزراء المقبل، لأنه من متطرفي اليمين ولا يصلح لإدارة البلاد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة البريطانية في مهب الريح السياسة البريطانية في مهب الريح



GMT 13:18 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

مسلسل المشروعات الوهمية لن يتوقف!

GMT 13:16 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حين يرجع العراق

GMT 13:13 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حروب الصحافيين

GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 10:36 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

البرازيلي بيليه يكشف أهم مزايا الفرنسي مبابي

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:59 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

ترامب يغادر مؤتمره الصحفي بشكل مفاجئ

GMT 13:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اصابة رئيس بلدية الزعفران بكورونا في الكاف

GMT 17:18 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان أحمد العوضي يشارك متابعيه بصورة جديدة

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق معرض "سيتي سكيب غلوبال 2018" العقاري في دبي

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

24 آذار.. ليكن يوما لتجذير الإصلاح

GMT 08:45 2021 الإثنين ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

1718 قضية زواج عرفي في تونس خلال الخمس سنوات الأخيرة

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رابطة الدوري الإسباني توسع وجودها إلى صعيد مصر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia