الوضع في سورية سيزداد سوءاً

الوضع في سورية سيزداد سوءاً

الوضع في سورية سيزداد سوءاً

 تونس اليوم -

الوضع في سورية سيزداد سوءاً

بقلم ـ جهاد الخازن

إذا كان ما أصاب السوريين منذ 2011 وحتى اليوم لا يكفي فهناك تهديدات روسية للولايات المتحدة بالرد إذا أصيب مقاتلون روس في غارات للطائرات الحربية الأميركية داخل سورية.

الولايات المتحدة كانت هددت كما فعل الروس بعدها، وإذا بقي البلدان عند حدود التهديد فهذا حسن، لكن إذا نفذت هذه أو تلك تهديداتها تصبح سورية ساحة لحرب أهلية، وأيضاً لحرب بين الدول العظمى.

هناك أكثر من 400 ألف قتيل سوري في الحرب الأهلية المستمرة، وهناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري في تركيا، وحوالي مليون لاجئ في لبنان، و650 ألف لاجئ في الأردن، و250 ألف لاجئ في العراق، و125 ألف لاجئ في مصر، و30 ألف لاجئ في دول أخرى من شمال أفريقيا.

الأرقام السابقة صدرت عن الأمم المتحدة فهي لا بد صحيحة أو قريبة من الأرقام الحقيقية للاجئين. أيضاً نصف السوريين الباقين في بلادهم يعانون من الجوع والمرض ولا مَن يعين. هي كارثة متفاقمة مستمرة.

إيران وحزب الله تدخلا فوراً لمساندة النظام في سورية، وفي عام 2015 ذهب الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إلى موسكو طالباً مساعدة روسية. لم تكن الحكومة الروسية بحاجة إلى تحريض إيراني، فهي كانت تعد العدّة للتدخل، ولها الآن في سورية قاعدة بحرية، هي الوحيدة لها في البحر الأبيض المتوسط، وقواعد جوية، تضاف إلى ما عند إيران من قواعد، بعضها حول دمشق.

إيران وسورية سلحتا جماعات مقاتلة تؤيد النظام. والولايات المتحدة تساعد جماعات معارضة بينها الأكراد، والقتال مستمر ولا أمل بنهايته قريباً، وقد رأينا ما حلّ بالغوطة الشرقية من دمار رافقه فرار عدد كبير من السكان.

النظام أقوى من خصومه، وهو استرد حلب بعد تدميرها، ومقاتلو داعش يفرون من الغوطة الشرقية ليستردها النظام بعد تدميرها أيضاً. وكانت حمص وحماة تعرضتا لتدمير كبير، وكذلك قرى إدلب وغيرها. حتى الجامع الأموي في دمشق تعرض للضرب والتدمير في بعض أجزائه.

أقرأ أن 910 أطفال قتِلوا في سورية السنة الماضية، وهو رقم قياسي يزيد 50 في المئة على رقم عام 2016، وأن 361 طفلاً جرِحوا، واعتُقِل 244 طفلاً آخر. أعتقد أن الأرقام الحقيقية أكثر من الأرقام السابقة الصادرة عن الأمم المتحدة، وهي بالإضافة إلى ألوف القتلى من البالغين السنة الماضية.

بحثت عن شيء يعيد إلى نفسي بعض الطمأنينة وكان أن وقعت على تحقيق عن حروب بلا نهاية تبدأ في سورية وتكمل باليمن ثم دول أخرى.

قضيت العمر كله طالب سلام، حتى وأنا مراهق ثم شاب، ولا أزال أقبل دولة فلسطينية عاصمتها القدس في 22 في المئة فقط من أرض فلسطين التاريخية إلا أنني أردت شيئاً وأرادت الأقدار غيره.

طبعاً كل ما سبق خلا من إشارة إلى شمال سورية حيث دخلت القوات التركية لمحاربة الأكراد، وهي تهدد عفرين ومئات ألوف الأكراد فيها وحولها. أقول عن نفسي إنني أؤيد حق الأكراد في سورية وتركيا والعراق في العيش ضمن مناطق آمنة في هذه البلدان وغيرها. الأكراد يعتقدون أنهم يدافعون عن حياتهم وعن مستقبل أسرهم، وأرى هذا صحيحاً. وأعترض على دخول القوات التركية سورية، فهي قمعت الأكراد في مناطقهم من تركيا، والآن تريد قمعهم داخل سورية.

الحرب في شمال سورية قد تكون أسوأ مما نرى في الغوطة الشرقية وأتمنى أن أكون مخطئاً. إلا أنني أجد أن حقائق الوضع أقوى من تمنياتي.

المصدر : جريدة الحياة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوضع في سورية سيزداد سوءاً الوضع في سورية سيزداد سوءاً



GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 13:52 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 29-10-2020

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 08:12 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

راشد الغنوشي يعاين الأضرار نتيجة الحريق في مقر النهضة

GMT 08:52 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

اصدار ديـوان الشعر السوري لمحمد سعيد حسين

GMT 18:58 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي أنيجو يدخل قائمة المرشحين لتدريب المغرب الفاسي

GMT 09:09 2013 السبت ,16 آذار/ مارس

"كيوتل" تدرس شراء حصة اتصالات في المغرب

GMT 12:46 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

شركة "حسوب" الناشئة تطلق خدمة تحليلات المواقع

GMT 16:35 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

الشلهوب يجمع نجوم الهلال بعد السقوط العربي

GMT 16:03 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

حلو الفراولة اللايت

GMT 01:44 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

جنات تحاول إخفاء "علامات الحمل" بأزياء فضفاضة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia