بسمات في وجه العاصفة

بسمات في وجه العاصفة

بسمات في وجه العاصفة

 تونس اليوم -

بسمات في وجه العاصفة

جهاد الخازن

بعض القراء يجد مادة للضحك أو البسمة وينتزعها من قلب مأساة الوطن، والدكتور ماهر الأسطواني من مستشفى المواساة الجامعي في دمشق واحد من هؤلاء فقد أعجِبَ بما كتبت عن جورج كلوني وردَّ بشيء من عنده.

الدكتور ماهر أرسل إليّ ثلاث طرف، أو ما نسمّي في بلاد الشام "نهفة" تستحق أن تُروى. قال:

الأولى، بسبب قرب وصول داعش إلى دمشق، لا سمح الله، أصدرنا تعميماً (وهمياً) على الأطباء بإطلاق اللحى والشوارب، وعند وصول داعش يحلق كل طبيب الشاربَيْن فقط.

الثانية، ألغينا لقب رئيس الأطباء المقيمين في المستشفى وأصبح خليفة المقيمين أو أمير المقيمين.

الخليفة الجديد سيجتمع بنا وأول خطبة بمناسبة تعيينه ستكون: إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها.

العقوبات ستكون الجَلد في حال وقوع خلل في المستشفى.

الخليفة سيقوم بذبحي (أي الدكتور ماهر الأسطواني صاحب الرسالة)، ونشر فيديو الذبح على يوتيوب، وتعليق جمجمتي على باب مستشفى المواساة بعون الله (الاسم الجديد) لأكون عبرة لباقي المقيمين إذا بقي أحد منهم حياً.

الثالثة، لدينا طبيبة مسترجلة لا تتمتع بصفات أنثوية كافية، مع الاعتذار، اسمها دعاء (غيّرت الاسم خشية أن تكون هناك فعلاً طبيبة بالاسم الذي كتبه الدكتور ماهر)، وهي شرسة الطباع لدرجة طلاقها خلال أشهر قليلة.

المهم، حصل خطأ في التنسيق معنا في المستشفى، ولم يكن خطأ كبيراً. وعند إبلاغي به على الهاتف وأنا في البيت طلبت من الزملاء عدم إبلاغ الدكتورة دعاء خشية رد فعلها. لكن "النهفة" أن أمي طلبت مني إلغاء المكالمة مع المستشفى.

ألغيت المكالمة وسألت أمي عن السبب، فقالت الهواتف مراقبَة وليس معقولاً أو مقبولاً ذكر كلمة داعش.

ضحكت طويلاً وأنا أفسّر لأمي أن الدكتورة اسمها دعاء وليس داعش.

اللقب غلب على الدكتورة في المستشفى، وهي تحب النكتة، فقبلت به من دون ممانعة.

عند انتهاء دوام الدكتورة في المستشفى بقيــت حتـــى آخر النـــهار، وسألناها لماذا؟ فقاـــلت: ألســتُ داعش، وشعار داعش باقية وتتمـــدد؟ لـــذلك أنـــا باقية هنا حتى آخر لحظة.

ما سبق من دمشق، وقد تلقيت مثله طرفة من مدينة شفيلد في إنكلترا، فأترجم باختصار رسالة أحد سكان المدينة إلى صديق له.

ضقت ذرعاً وبيتي يُسرَق مرة بعد مرة فأنا أقيم في ضاحية سِمَتها العنف. وأخيراً أوقفت جهاز الإنذار من السرقة، وانسحبت من جمعية الجوار لحراسة البيوت، وزرعت علم باكستان في كل زاوية من حديقة البيت الصغيرة أمام المدخل، ووضعت في وسط الحديقة علم داعش الأسود.

ما حدث بعد ذلك أن شرطة منطقة يوركشير ومجلس الأمن القومي وسكوتلانديارد والاستخبارات أم آي-5 وأم آي-6 وسي آي أي، وكل جهاز استخبارات في أوروبا يراقب بيتي 24 ساعة كل يوم على امتداد السنة.

أولادي يُتَبعون إلى المدرسة في الصباح، وزوجتي لا تتسوق إلا وهي محاطة بالمخبِرين وأنا لا أذهب إلى العمل إلا محاطاً بهم. النتيجة أن لا أحد يجرؤ على الاقتراب من عائلتي، وأنني لم أشعر بمثل هذا الأمان في حياتي فشكراً لداعش.

أقول داعش إلى جهنم وشكراً للقراء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بسمات في وجه العاصفة بسمات في وجه العاصفة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia