تأملات في «غزل البنات»

تأملات في «غزل البنات»

تأملات في «غزل البنات»

 تونس اليوم -

تأملات في «غزل البنات»

سمير عطا الله
بقلم :سمير عطا الله

مر أمامي مشهد من فيلم «غزل البنات» يظهر فيه نجيب الريحاني وليلى مراد. فقلت في نفسي، آخذ فكرة بسيطة عن أفلام تلك الأيام (1949). خُرافة. هل يمكن أن ترى نجيب الريحاني «بشخص» وتضغط على «الريموت»؟ مضيت أكمل الفيلم بعين الناقد والمقارن. وكان فيه حشد من عمالقة الأسود والأبيض: يوسف بك وهبة، ومحمد عبد الوهاب، ومحمود المليجي، وعبد الوارث عسر، وأنور وجدي، وفريد شوقي، وسليمان نجيب، واستفان روستي... ووديع الصافي ومن يلي. إخراج أنور وجدي. وإبداع الجميع. ذروة الإبداع، مضحكاً ومبكياً، نجيب الريحاني في آخر أفلامه. والسينما المصرية في ذروة إنتاجها. وفيلم عصري حديث أكثر بكثير مما تسمح به الاستديوهات الملونة هذه الأيام. كان على ليلى مراد أن تغني، فصدح صوتها في الذاكرة، شيئاً ما بين أم كلثوم، وأسمهان، ولكن لا هذه ولا تلك. وكانت مائلة إلى السمنة، يعوض صوتها عن ذلك. وكانت اللوحات الغنائية مليئة بفتيات من هندام المرحلة التي لم تعرف بعد آلات تصفيف الشعر الحديثة. «كلو ماشي» على رأي المثل وفؤاد المهندس.
الحاصل، فيلم من أجمل الأفلام المصرية. وأي نقص لا يمكن تداركه كان يخفيه نجيب الريحاني. حتى يوسف وهبي بدا ثانياً أمامه. وأما عبد الوارث عسر فلم يُعطَ دوراً رئيسياً يظهر مقدرته العظيمة التي ظهرت فيما بعد، ممثلاً درامياً وأستاذاً من كبار الأساتذة. اللافت في السينما المصرية في تلك الحقبة الذهبية أنها أعطت العرب الآخرين ما استطاعوا أن يغرفوا من أضواء السينما. ففي هذا الفيلم وحده نرى «البطولة» بين رجلين، السوري أنور وجدي والعراقي نجيب الريحاني. ومعهما في الظل اللبناني وديع الصافي. كانت هناك سينما واحدة في العالم العربي وهي في مصر. وقد احتضنت ودفعت إلى التألق كل صاحب أو صاحبة موهبة جاء إليها. من أسمهان وفريد الأطرش، ومن صباح ومن نور الهدى، ومن نجاح ومحمد سلمان، ومن آسيا داغر، ومن نجاة الصغيرة وسعاد حسني، ومن الطبيب بشارة واكيم الذي فضل التمثيل الهزلي (هاتوا ادوني العفش) والعفش طربوشه وعصاه.
لم يجتذب التمثيل والغناء أبناء المجتمعات المحافظة. ثم ظهر المسرح الكويتي ونجمه الأول محمد النشمي وناصر القصبي. فجأة تألق في الفكاهة ممن لم تزود: النجمان السعوديان. وبرغم الطابع المحلي والشعبي، حقق «طاش ما طاش» أول اختراق للجمهور العربي العام. وصار يكفي أن يطل القصبي على المسرح حتى تضحك الناس. وقد اقترحت على ناصر منذ سنوات، أن يقدم مع النشمي، عملاً مهماً على المسرح المصري. وقلت له إن مصر منطلق أساسي لأهل الفن. وسوف يكون من الغريب والمستحب معاً أن ينافس الفن السعودي أعرق المسارح العربية، خصوصاً في الكوميديا، مهدها وساحتها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات في «غزل البنات» تأملات في «غزل البنات»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 17:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 10:55 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

الإصابة تحرم منتخب سورية من نجم الأهلي

GMT 03:18 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوروبا تعود إلى السودان من باب النفط والذهب!

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia