سهيل ڭوليتة
نعم سيدي الوزير، لم نعد بحاجة إلى هؤلاء العالات من فيالق الأدبيين وجحالف الحقوقيين الفاشلين دراسيا من أصله، ولم نعد بحاجة أيضا إلى إستمرار تلك الشُعب الأدبية فكليات الحقوق والآداب والعلوم الإنسانية لم تعد تشكل إلاّ ملجئاً مؤقتا لهؤلاء الفشلة الخاملين ذوي القصور الفكري والمعرفي، كما وجب القضاء كلياً على هذه المخلوقات التي تتمرس شعراً وقصة ورواية فهي من تحاكي الواقع والخيال، وهي أساس التحريض والإنتفاضات ونحن في غنى عن هذه الإنتفاضات ببلادنا الآمنة المؤمنة المستقرة والتي لن تشكل سوى الفوضى والهمجية والصراعات العرقية، فهؤلاء قد يدرسون التاريخ الإسماعيلي والرشيدي وقد يحفظون عدد المجازر والرؤوس المعلقة، قد يتخصصون في القانون وينبهرون لعمومية وتجريد وإلزامية قواعده، قد يقرؤون عن العقد الإجتماعي وقد يتبنون مبدأ فصل السلط، والمساواة أمام القضاء، قد يتعرفون عن الديكتاتورية والديمقراطية وقد يميزون بين التيوقراطية والأوتوقراطية والأوتو-تيوقراطية، قد يدرسون الفلسفة ويسعون لإنشاء مجتمع السلم والسلام والعدالة الإجتماعية، وقد يفكرون في إقامة مشروع المدينة الفاضلة، وقد يتغنون بقصائد أحمد مطر، أمل دنقل، الماغوط، نيرودا أو فيكتور جارا... ففهؤلاء الأدبين سيدي الوزير ما هم إلاّ شرذمات من الصعاليك الغير قادرين على مواكبة التطور العلمي والتكنلوجي العظيم الذي تشهده بلادنا، هؤلاء الأدبيين هم مصدر الكسل والتكاسل هم الغير قادرين على الإنتاج والإبتكار والإبداع، وهم في المقابل مصدر الإحتجاجات اللامنتهية، وهم نواة وقادة جحافل العاطلين التي تجوب الرباط بكرة وأصيلا، هم من يرهق رجال شرطتنا، وهم من يرغمونهم على العمل لساعات طويلة، هم من يهددون أمن وأمان هذا البلد الأمين، وهم من يخيفون ويرهبون الناس في الشوارع، نعم فاحتجاجاتهم وإعتصاماتهم الزائدة عن اللزوم وإضرابات جوعهم المتواصلة دون انقطاع ترسم أجسادهم ووجوهم علامات التشوه، فيظهرون للمارة ككائنات ممسوخة بعيونهم البارزة وأفكاكهم المتفاوتة وأجسادهم الناحلة حد التلاشي، نعم فهؤلاء المخلوقات لا تفعل شيئا سوى إستفزاز رجال الأمن الآمنين المسالمين الوديعين جداً مما يجعل رد فعلهم أعنف من هجمة تاتارية، وهذا سيدي الوزير ما يجعل وطننا السعيد تعيساً جراء إستفزاز رجل الأمن الأليف الذي يهم بضرب وركل وسحل وسحق هذا الأدبي العاطل عن العمل أو المعطل عنه مما يجعلنا نخسر نقاط ومراكز مهمة في تصنيف الدول الأليفة عفواً الدول الديمقراطية المحترمة لحقوق مواطنيها، ومنه سيدي الوزير يمكننا الجزم بأن الجامعة ليست سوى منبعاً للعطلة والفاشلين كما همس بها عزيزُنا الملك في إحدى أُذني العزيز الآخر "ألفا كوندي" رئيس غينيا الشقيقة.
سيدي الوزير لم نعد بحاجة لتلك الجامعات عموماً وخاصة كليات الآداب والعلوم الإنسانية ولو أفرغتموها مما تحويه لكان خيراً وصلاحاً للأمة، ولو هدمتموها لكان أصلح، ولو شيدتم مكانها مراكز تجارية وهولدينغات عملاقة لكان أنجع، ولو أنكم أقمت عليها منشئات صناعية ومراكز أبحاث ومختبرات علمية كبرى لكان أفيد، ما دامت بلادنا لا تعتمد إلى على الطلبة العلميين فوجب أن تهيئ لهم مجالاً خصبا كهذا كي يواكبوا التطور العلمي والتكنولوجي الذي تعرفه بلادنا، نعم فقد يحدث ويخترع لنا هؤلاء العلماء المستقبليين "سبوتنيك" جديدة أو مصلاً مضادا للجربة والحكة والسخافة.
لكن الأفضل من كل هذا هو ترك تلك الكليات على حالها ولم لا توزيعها كتركة منسية على الأحزاب المشكلة لحكومتكم والداعمة لها وذلك قصد منفعة عامة شاملة حيث يصبح لكل حزب معقل خاص بعقد ملتقياته ومؤتمراته وتكويناتها وجامعاته الصيفية كما فعلتم بالحرم الجي الجامعي مولاي اسماعيل الذي تحول بين عشية وضحاها من حي لإيواء الطلبة إلى مخيم تكويني لشبيبتكم ومريديكم...
"وإن لم تستحيي فافعل ما شئت"