«المونديال»  والنظام العالمي

«المونديال» .. والنظام العالمي

«المونديال» .. والنظام العالمي

 تونس اليوم -

«المونديال»  والنظام العالمي

د. وحيد عبدالمجيد

كثيرة هى محاولات تفسير الشعبية الهائلة التى تحظى بها لعبة كرة القدم فى أنحاء العالم كله تقريباً. وكثير هم من يقفون مدهوشين أمام ما يرونه «شعبوية» مفرطة تتسم بها هذه اللعبة وتفرض على النخب أن تضبط حركتها على إيقاع هتافات الجماهير فى المسابقات الدولية والإقليمية التى تشارك فيها بلادهم، وأن تحدد ارتباطاتها وفق مواعيد المباريات مهما كانت فروق التوقيت كما هو الحال فى «المونديال» الراهن الذى افتتح مساء أمس الأول فى البرازيل.
وعلى كثرة الاجتهادات التى حاولت تفسير هذه الظاهرة، يبرز الرأى الذى طرحه السكرتير العام السابق للأمم المتحدة كوفى عنان ضمن كلمة وجهها عشية «مونديال» 2006 الذى استضافته ألمانيا. لم يقصد عنان تفسير الولع العالمى بكرة القدم، ولكنه قدم ما قد يفيد فى هذا التفسير عندما قال إنه فى هذه اللعبة تتوفر مساواة بين الدول فى تنافس تحكمه قواعد عادلة، معبراً عن غيرته من «المونديال» وأمله فى أن تحذو العلاقات الدولية حذوه.
ولعل هذا هو أحد أهم عوامل انجذاب الناس فى العالم كله إلى هذه اللعبة التى يرتبط التفوق فيها بحسن الأداء، وتتاح فيها فرص متساوية، ويمكن للصغير فيها أن يكبر والعكس. ولذلك يبدو هيكل القوة فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» مختلفاً عنه فى الأمم المتحدة، وتؤدى المنافسات فى «المونديال» إلى نتائج مغايرة لتلك التى تترتب على المباريات السياسية والاستراتيجية الدولية. فالدول الكبرى فى النظام العالمى الاستراتيجى اليوم (الدول الثمانى + الصين) ليست هى التى تتصدر »المونديال« الحالى. وبعض الدول الكبرى بمعايير هذا النظام, والغائبة عن «المونديال» الراهن تعتبر دولاً »عالمثالثية« حسب معايير كرة القدم. فكندا مثلاً لم تتأهل إلى مسابقات «المونديال» إلا مرة واحدة من بين 20 مسابقة حتى الآن. أما الصين الصاعدة بقوة إلى قمة النظام العالمى فهى مازالت قرب القاع بمقاييس ميزان القوى الكروى بالرغم من ولع شعبها الشديد بهذه اللعبة.
كما أن بعض الدول الكبرى الأخرى فى النظام الاستراتيجى العالمى تعتبر متواضعة للغاية فى ميزان القوى الكروى العالمى, مثل روسيا واليابان. فما أبعد المسافة بين هيكل القوة فى كل من »النظام العالمى الكروى و نظيره السياسى والاستراتيجى.ولكن هذا الاختلاف لا يعنى أن النظام العالمى الكروى الذى ينطوى على تكافؤ فى الفرص يعرف عدلا كاملا, وهو ما سنعود اليه فى اجتهاد آخر باذن الله0

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المونديال»  والنظام العالمي «المونديال»  والنظام العالمي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 10:36 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

البرازيلي بيليه يكشف أهم مزايا الفرنسي مبابي

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:59 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

ترامب يغادر مؤتمره الصحفي بشكل مفاجئ

GMT 13:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اصابة رئيس بلدية الزعفران بكورونا في الكاف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia