الكرة فوق الوطن

الكرة فوق الوطن؟

الكرة فوق الوطن؟

 تونس اليوم -

الكرة فوق الوطن

د. وحيد عبدالمجيد

فى مصر، كما فى بلاد أخرى فى العالم، يهتم كثير من الناس بمشاهدة مباريات كرة قدم بين أندية ومنتخبات دول أخري، ويتابعها بعضهم بانتظام سعياً للاستمتاع بلعب جميل.
ولكن فى مصر، وقليل من هذه البلاد، حدث انتقال من الفُرجة بهدف الاستمتاع بسحر الكرة إلى التشجيع واختيار فريق ينتمى إلى أحد الأندية (الأوروبية فى أسبانيا وبريطانيا وإيطاليا غالباً) لمساندته. وتطورت العلاقة فدخلت مرحلة أعلي، حيث أخذ بعض متابعى المباريات الذين يشجعون فريق ناد معينا يشعرون بالانتماء إليه وكأنه أحد الأندية الوطنية. وفى مرحلة أكثر «تقدماً» الآن، ينقسم الأصدقاء الذين يشجع كل منهم فريق ناد معينا. وقد تحدث مشاجرات بينهم عقب انتهاء إحدى المباريات على نحو كنا نراه فى مباريات الأهلى والزمالك حين كانت كرة القدم المصرية جاذبة لعدد كبير من الناس وقبل أن تبلغ العولمة فى هذا المجال أعلى مبلغ وصلت إليه حتى الآن.
فقد أصبح التعصب لفرق أندية مثل برشلونة وريال مدريد، ثم مانشستر يونايتد وتشيلسى بدرجة أقل، فى مستوى مماثل لما كان عليه بالنسبة إلى الأهلى والزمالك.
ولكن التشجيع لم يعد مقصوراً على فرق أندية يضم كل منها فى الأغلب الأعم خليطاً من لاعبين ينتمون إلى جنسيات عدة. فقد أظهر «المونديال» الأخير بصفة خاصة انتقال هذه الظاهرة إلى منتخبات دول بات مصريون يشجعونها وكأنهم يساندون المنتخب المصري، بل يشعرون بالانتماء إليها أيضاً.
فقد انقسم بعض المصريين الذين يحبون كرة القدم ويحتشدون لمتابعة «المونديال» بين عدة منتخبات أهمها البرازيل والأرجنتين واسبانيا وألمانيا وفرنسا. ولم يعد وجود منتخب عربى أو افريقى فى «المونديال» يعنى شيئاً بالنسبة إليهم أو يغير وجهتهم «التشجيعية».
ويصعب معرفة أى المنتخبات حظى لدرجة أكبر من المساندة فى مصر، رغم أن مشجعى البرازيل كانوا أكثر ظهوراً من غيرهم كما هى الحال فى بلاد أخري. وقد وجدنا لاعب كرة سابقا يعمل مذيعاً رياضياً يظهر على الشاشة مرتدياً قميص منتخب البرازيل. وكذلك فعلت راقصة سابقة تعمل بدورها مذيعة الآن.
وهكذا أصبحت رياضة كرة القدم الساحرة، أكثر من أى شيء آخر، هى الأولى التى تتجاوز العولمة فيها انتماءات الأوطان وليس فقط حدود الدول.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكرة فوق الوطن الكرة فوق الوطن



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia