أفضل مسلسل رمضاني

أفضل مسلسل رمضاني

أفضل مسلسل رمضاني

 تونس اليوم -

أفضل مسلسل رمضاني

د. وحيد عبدالمجيد

وسط فيض من التهافت والسطحية والفجاجة طغى على مسلسلات رمضان هذا العام أيضا، وقليل من الأعمال الهادفة, يبرز مسلسل «عد تنازلي» باعتباره الأفضل بسبب محتواه الذى يقدم رسالة بالغة الأهمية فى وقتها، فضلاً عن المستوى الفنى الجيد.
فالمسلسل ينبه إلى مشاركة الدولة فى صنع الإرهاب الذى يهددها نتيجة بعض الممارسات الأمنية العمياء التى يطول بطشها أبرياء يمكن أن يتجه بعضهم الى دعم الإرهاب من أجل الانتقام بسبب فداحة الظلم الذى يتعرضون له. وتشتد أخطار هذا الظلم حين يكون بين ضحاياه من يمتلكون مهارات تقنية وعقولاً مبدعة كان يمكن أن تساهم فى تقدم الدولة والمجتمع بدلاً من أن يصبح أصحابها أدوات للتخريب بهدف الانتقام.
فالظلم ظلمات، والبطش الأعمى يقود إلى عنف أكثر عمي، والعنف لا ينتج إلا عنفاً. وهذه هى رسالة المسلسل من خلال قصة د. سليم أستاذ الهندسة المبدع الذى يجَّسد دوره الفنان المتميز عمرو يوسف عندما يقرر مساعدة جماعة إرهابية بعد القبض عليه ظلماً وتعذيبه لمجرد أنه سأل عن ذنب تلميذ لديه تعرض للبطش. فقد تسبب هذا الظلم فى كارثة لأن المظلوم يستطيع ابتكار وسائل جديدة للتفجير ويفرض على جهاز الأمن أعباء هائلة يمكنه تجنبها إذا التزم بالقواعد المهنية فى مواجهة الإرهاب وطبقها بجدية وعاقب من يتجاوزها بشجاعة وبعيداً عن قصة أن معاقبة التجاوز تؤدى إلى التراخى لأنها مهينة لأغلبية فى هذا الجهاز يحرصون على تلك القواعد .
وإذا كان الفنان عمرو يوسف نجح فى أداء دور من يتحول باتجاه مساندة الإرهاب كرد فعل دون أن يكون مؤمناً به كوسيلة للتغيير، وتمكن من ضبط هذا الفرق، فقد أبدع الفنان سيد رجب فى تجسيد دور أمير جماعة إرهابية تقليدية. وكان إبداعه فى إجادة التعامل مع شخص يتعاون مع الجماعة دون أن يكون عضواً فيها ويحرص على استقلاله عنها. وهذه حالة قد يكون صعباً على أمير جماعة حقيقى التعامل معها فى الواقع. ولكن سيد رجب جسَّدها ببراعة من خلال ما أبداه من انفعالات تكاد أن تكون مضبوطة بمقياس دقيق.
والتحية أيضاً لمؤلف المسلسل تامر إبراهيم ومخرجه حسين المنباوى اللذين قدما عملاً رائعاً يدق جرس إنذار فى وقته من خلال قالب درامى مثير ومشَّوق وتضيف كل حلقة فيه جديداً على نحو يندر مثله الآن فى الدراما المصرية، والعربية عموماً.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفضل مسلسل رمضاني أفضل مسلسل رمضاني



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia