الإخوان بعد الانتخابات

الإخوان بعد الانتخابات

الإخوان بعد الانتخابات

 تونس اليوم -

الإخوان بعد الانتخابات

د. وحيد عبدالمجيد
سيواجه الرئيس القادم بعد انتخابه معضلات كبرى لأنه سيحمل على عاتقه إنقاذ اقتصاد فى حالة انهيار، ووقف التدهور الذى يهدد مؤسسات تعرضت لتجريف هائل نتيجة سياسات العقود الأربعة الماضية.  وفوق هذا كله، سيكون عليه أن يعالج معضلة جماعة «الاخوان» التى تصر قيادتها على صدام تعرف أنها لا يمكن أن تنتصر فيه، ولكنها تواصله سعياً إلى استنزاف بعض طاقات الدولة المنهكة أصلاً. وهذه معضلة شديدة التعقيد لأن الرئيس المقبل يحتاج إلى تهدئة الأوضاع المتوترة وتخفيف الأجواء المحتقنة التى تمثل إحدى العوائق المهمة التى تجعل مهمته العسيرة أكثر صعوبة. ولكن قطاعاً يُعتد به فى المجتمع لا يقبل أى حل سياسى يحقق هذه التهدئة لأنه يثير بالضرورة قضية إعادة دمج «الإخوان» بشكل ما، الأمر الذى يثير حساسية شديدة بعد التعبئة الهائلة التى حدثت بشأن هذه القضية خاصة فى كثير من وسائل الإعلام. فقد جعل الإعلام «التعبوى» الذى قام بهذا الدور، سواء بإقناع أو بتوجيه، مهمة الرئيس المقبل أكثر صعوبة. كما أن التعبئة المضادة التى حدثت داخل تنظيم «الإخوان» بشكل جنونى خلال الشهور الماضية تجعل فكرة الحل السياسى مرفوضة من جانب معظم أعضائه. فقد تعمدت قيادة «الإخوان» تحقيق هذه التعبئة سعياً للمحافظة على وحدة التنظيم وتماسكه خوفاً من التأثيرات السلبية لصدمة فقدان السلطة عليه. ولكنها صارت أسيرة نتائج هذه التعبئة التى أدت إلى تنامى التطرف داخل التنظيم، ووضع كثير من أعضائه فى حالة عداء لا سابق له ضد المجتمع وليس الدولة فقط. ويظهر ذلك فى موجات الغضب التى تشتعل فى أوساط شباب «الإخوان» بصفة خاصة كلما ظهر حديث عن مبادرة ما. ووصل هذا الغضب إلى الحد الذى أدى إلى هجوم حاد على د. محمد على بشر عندما أرسل برقية تعزية إلى البابا تواضروس الثانى فى وفاة والدته قبل أيام. وكان الغضب عليه عارماً إلى الحد الذى دفع إلى تبرير «فعلته» هذه بأنها شخصية تعود إلى علاقة سابقة حيث كان هو المبعوث الرسمى للرئيس المعزول إلى الكنيسة خلال فترة حكم «الإخوان». وهكذا سيجد الرئيس المقبل أن معضلة «الإخوان» باتت «حالة فيها استحالة».
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان بعد الانتخابات الإخوان بعد الانتخابات



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia