أطفال تُعساء زى الفل

أطفال تُعساء زى الفل!

أطفال تُعساء زى الفل!

 تونس اليوم -

أطفال تُعساء زى الفل

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عندما نقارن بين زيارة فنان مصرى، وزوجته الفنانة أيضاً، أحد مخيمات اللاجئين السوريين فى منطقة البقاع قبل أيام، وزيارات سابقة قام بها فنانون عالميون، يبدو أن الافتراض القائل بوجود خطأ ما فى ثقافتنا لا يخلو من أساس. يستحق التحية, قبل كل شيء، أى فنان معروف يحرص على أداء مسئوليته الاجتماعية, ويزور مخيماً للاجئين لدعم البؤساء المقيمين فيه، سواء معنويا أو ماديا.
  
وتزداد قيمة زيارات مخيمات اللاجئين عندما يعنى الزائرون بالأطفال، الذين فرضت ظروفهم التعسة، أن يعيشوا فيها، ويُحرموا من الحياة الطبيعية التى ينعم بها أمثالهم فى كل مكان، حتى إذا كانوا فقراء أو مهمشين. فما أبعده الفرق بين أن تكون فقيرا فى بلدك، وأن تصبح مُشَّردا بائسا فى مخيم فى بلد آخر.

لكن زائرى مخيم البقاع جانبهما التوفيق عندما حاولا تجميل صورة البؤس المقيم فى هذا المخيم، فزعما أن الأطفال فيه (زى الفل وراضيين). فهل يمكن تصور أن تكون هذه حال الأطفال, التى يعرف حقيقتها كل من درس أوضاع المخيمات، حتى إذا لم يزر أحدها أو بعضها.

ولم يفد استدراك هذا التجميل بحديث عن أنهم (محتاجين مساعدتنا عشان حياتهم تكون أحسن وأحسن). فهذا الاستدراك يحمل لغوياً معنى أن حياتهم اليوم حسنة، ولا تحتاج سوى إلى تحسين إضافى! وعندما قرأت هذا الكلام، وشاهدت الفيديو الذى جمع زائرى المخيم وبضع أطفال، تذكرت ما تفعله الفنانة العالمية النبيلة أنجلينا جولى، التى زارت حتى الآن أكثر من عشر دول يوجد فيها لاجئون، من بينها لبنان فضلاً عن الأردن وتركيا والعراق والسودان فى منطقتنا، وكيف أحدثت زيارتها مخيم الأزرق للاجئين السوريين فى نوفمبر 2016 ردود فعل عالمية، بسبب قوة الرسالة التى وجهتها إلى المجتمع الدولى لحثه على التحرك لإنهاء بؤس الأطفال الذين قدمت صورة حقيقية لمعاناتهم. وبينما لم يخطر فى بال أى فنان عربى التعاطف من بعيد مع لاجئى الروهينجا فى بنجلاديش، كانت جولى معهم فى فبراير الماضى تنقل معاناتهم إلى العالم، بالتحرك لإنقاذهم, وتقدم نموذجاً ملهماً لمسئولية الفنان الاجتماعية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال تُعساء زى الفل أطفال تُعساء زى الفل



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 06:58 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مشعل بن ماجد يرعى غداً الحفل الختامي لمسابقة جامعة جدة

GMT 12:08 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

4 أخطاء عليك تجنبها في تصميم غرف النوم

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

كريري مديرًا للكرة في نادي "الهلال" السعودي

GMT 18:02 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يقيل هيرفيه رينار ليصبح أول مدرب يترك منصبه هذا الموسم

GMT 22:20 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المصارع جون سينا يكشف سر إطالة شعره

GMT 09:22 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

طريقة نقل بيانات "واتساب" من آيفون لهاتف سامسونغ
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia